هل بتنا أمام مشهد جديد من الإدانة الواضحة لإسرائيل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية؟وهل انكسر حاجز الصمت الذي دام عقودا من الزمن على ما فعله ويفعله الساسة الإسرائيليون بحق الشعب الفلسطيني من قتل وتنكيل وتشريد؟!
تقرير غولدستون ... يعطينا بارقة أمل بأن هناك عدالة دولية مفترضة رغم العجز الاممي تجاه إسرائيل، ويوحي بأن ظروفا جديدة أخذت تنشأ على ما يبدو، فهو على الأقل يدينها باقتراف الجرائم على اختلاف أشكالها، كما وقد جاء مفاجئا للإسرائيليين الذين اخذوا يشنون حملات إعلامية ودبلوماسية مكثفة لوأده قبل أن يشكل سابقة في تاريخهم السياسي.
رد الفعل الإسرائيلي الغاضب سياسياً وإعلامياً, بعد التصويت على التقرير وإقراره , يطرح أكثر من سؤال, ، فتلك الدولة لم تتعود على مدى عمرها أن تتهم هكذا باقتراف جرائم حرب!
غضب إسرائيل من أي موقف دولي ضدها... يأخذ دوما صيغة الإملاء لدرجة رفض أي انتقاد لسياستها وتصنفه مباشرة في خانة العداء للسامية, تلك التي لاكتها الدعاية الصهيونية لحد الاهتراء .
السؤال الذي يطرح نفسه: مادامت إسرائيل تتعاطى بكل هذه السلبية مع أي موقف لا يتماشى وسياستها من أي جهة كانت , ألا يشكل ذلك دليلاً على حالة شاذة لم يعرفها المجتمع الدولي من قبل ؟!.
لاشك بأن إسرائيل التي يستوطن العداء فيها للفكر البشري عموما , ولكل ما يتعارض مع أطماعها وعدوانيتها قد استمرأت التطاول واعتادت على تغاضي المجتمع الدولي حيال هذه الأطماع وتلك العدوانية, وأي موقف ينطوي على تغيير في لهجة التغاضي يتحول فوراً إلى كيل من الاتهامات ,وتجند له الدعاية الصهيونية أبواقها للتشهير .
أمام هذا الواقع . ثمة أفق جديد يرتسم , وثمة معطيات لابد من التوقف عندها وتشير بمجملها الى صيغ جديدة تجتاح المشهد الدولي , , وهي مقدمات تصلح لكي يبني عليها العرب, والتأسيس لموقف ينهي عقوداً من الاستلاب التي مارستها الدعاية الصهيونية.
رد الفعل الإسرائيلي على التقرير ... يعكس قلقا متزايداً لدى الأوساط الإسرائيلية من تأثير النظرة الدولية على وضع اسرائيل وموقفها وممارساتها , حيث الحقائق التي ظلت غائبة حيناً ,ومغيبة أغلب الأحيان ,قد طفت على السطح وبرزت.
Ibrahim.z1965@gmail.com