مثقفون عراقيون .. وقلوب مليانه
حازم مبيضين
21-05-2007 03:00 AM
في الوقت الذي يمر فيه العراق بمرحلة يعاني فيها مثقفوه العديد من العوامل الطارده من قبل المتطرفين والارهابيين بعد ان حلموا طويلا بالحرية التي غيبها النظام السابق احتضنت عمان اجتماعات مكثفة شارك فيها العديد من المثقفين العراقيين القادمين من داخل العراق ومن منافيهم ليعلنوا تشكيل مجلس عراقي للثقافة يطمح أن يكون إطارا حيويا لتوحيد المثقفين العراقيين في مواجهة الإرهاب والتطرف ومدافعا عن حرية المثقف وفكره وثقافتة ورافدا يجمع شمل المثقفين العراقيين في إطار مهني مستقل يعلي مصلحة الوطن وثقافتة على الاعتبارات القومية والدينية والطائفية والحزبية.
ورغم ان البيان الختامي للمجتمعين ادان النظام السابق والاحتلال معا فان اجتماعهم لم يسلم من هجمات شنت عليه من قبل مثقفين اخرين يعلنون انهم ضد النظام السابق والاحتلال مثلما يعلنون انهم ضد النظام القائم الان ويوحي موقفهم بانهم ضد كل تحرك لا يكونون قادته وهذا وضع اقل ما يمكن ان يوصف به انه مؤسف وعدمي. ذلك ان مهاجمة مجموعة تؤكد انها تلتزم بالحقوق القومية لمكونات الشعب العراقي كافة وتدعو لحل المشكلات العالقة عن طريق الحوار باحترام الرأي والرأي الآخر وبالطرق السلمية بعيدا عن العنف لضمان حرية جميع الاثنيات العراقية ورفاهيتها بدون استثناء. لايمكن ان موقفا صحيحا باية معايير.
ويقودنا موقف الرافضين الى التساؤل على ماذا يستندون في هجومهم على اناس يؤكدون وقوفهم إلى جانب تطلعات الشعب العراقي لبناء دولة ديمقراطية اتحادية تؤمن بالحرية وبشرعة حقوق الإنسان وبالثقافة قيمة رمزية عليا ومؤثرة ويعدون بالعمل مع كل الاطياف العراقية ضد الأعمال الإرهابية والصراعات الطائفية والإثنية المتطرفة والتدخل الإقليمي والاحتلال الأجنبي التي تعرض التجربة الديمقراطية الوليدة للخطر مثلما يؤكدون سعيهم من خلال خطاب ثقافي تنويري إلى تحقيق السلم الاجتماعي ووحدة مكونات الشعب العراقي وتقدمه.
والمدهش في الهجمة التي انطلقت ضد هؤلاء انها اتهمتم بالعمالة للاحتلال الذي اعلنوا رفضه اكثر من مرة خلال اجتماعاتهم التي اسفرت عن انتخاب امانة عامة معظم افرادها ينتمون لليسار العراقي المعروفة مواقفه من واشنطن وسياساتها .
الواضح جدا ان الحكاية ( ليست رمانه وانما قلوب مليانه ) كما يقول المثل الشعبي وان المواقف الشخصية التي ابتعدت عن التفكير بالمصلحة العليا هي التي تملي مواقف الصراخ التي لن توقف مسيرة هؤلاء الذين يتصدون بجهدهم للعمل العام من اجل مصلحة وطنهم مثلما ان لا شيئ يمكن ان يعيد العجلة العراقية الى الوراء .