هل تستطيع أن تقف أمام المرآة وتقل الحقيقة؟هل تملك الجرؤة ، وتقول:أنت فاشل...أنت كاذب...أنت انتهازي....لا اعتقد أنك تستطيع ذلك!! تقف امام مرآتك عاجزا، فأنت أضعف من قول كلمة واحد ة في حق نفسك، هل ترانا أصبحنا ضعاف لهذه الدرجة؟ حتى ننسى أننا تخلينا عن الحقيقة...لأنها ببساطة مرة لو سمعتها من غيرك، لكنها علقم إن قلتها لنفسك. فجميعنا يسير نحو سراب أننا نصنع الحقيقة، لكننا في الحقيقة، نجري وراء أوهام تخلو من أي معنى للحقيقة.
هل قال لك صديقك يوما أنك تخفي الحقيقة؟ وما أدراه أنك لا تقول الحقيقة؟ أتراها عيناك تخفي شيئا ؟ أم تخدعك وتقل الحقيقة وأنت لا تدري؟ سواء كنت تعلم أم لا تعلم، لا تجرؤ على البنت بشفة ، لتفصح عن ولو جزء بسيط من الحقيقة....يخفي معظمنا حقيقة كوننا لسنا واضحين بما فيه الكفاية، مع انفسنا ومع الآخرين. نكتب مقالات ونؤلف الكتب لنقول الحقيقة ونكشفها، ويالسخرية الأقدار لا نستطيع البوح فيها أمام العالم، لأنها بتصورنا تحرجنا وتنزع عنا قناع التصنع.
بشخصيتنا بتكوينها الآني ، لا نمتلك القدرة على أخذ القرار الصائب، وتفصح عن مكنونها، ربما يقول قائل، هذه حقيقتك من حقك أنت فقط، ما دخل البشر بها....هل تستطيع اقناع نفسك بذلك؟ أم هل تستطيع أن تتظاهر بالشجاعة والصدق وبنك وبين ذاتك، لا تمتلك ولو عشرها. هل تراك تتقمص الحقيقة؟أم تراك تحاول بناء نوع آخر من الخداع و المواربة؟
فعلى الرغم من تقديمك لتمثيلية هزيلة، عنوانها"أقول الحقيقة"، لكن يفندها تاريخك الطويل من الكذب والمكر!! أم هل بعد تلك التمثيلية ستستسلم وتكشف لجمهورك الحقيقة؟ كونك انسان غير صادق مع نفسك ومع اللاهثين خلفك، وخلف سراب الزيف بدل الوضوح، ووهم البؤس بدل الأمل...إذن قلها ولا تخف، فأنت انسان قبل كل شئ، كتلة أحاسيس ومشاعر، إن قلتها فسوف ترتاح!! أم هل يا ترى سترتاح بعدها؟! الأمر راجع لك.