مؤلم جداً تناول موضوعات تبعث على للتشاؤم في طرحها بالرغم من واقعيتها ووجودها ومعايشتها في المجتمع لدى الأفراد والجماعات والمؤسسات.
قد يشعر المرء بالسوداوية والتشاؤم عند تناولها ولكن يتشكل هذا الطرح ويكتمل حينما يتعذر الإصلاح بالتجميل والترميم مما يستوجب الجراحة الكاملة الدقيقة لتسيير واقع الحال.
إن معاني الإفلاس تتجاوز المعنى التقليدي المادي المعروف الذي يختزله كثيرين بحدود هذا الفهم السطحي البسيط فكان لا بدّ من الإضاءة على شكل آخر من للإفلاس وهو الإفلاس المعنوي المرتبط بالشخصية البشرية ذاتها وهو الأهم في الوقوف عنده لمعالجته لدى الأفراد والجهات المختلفة وذلك بتعزيز القدرات والتدريب والفهم أو بإتاحة الفرص.
ذلك أن تسارع عجلة التنمية لا ترحم وبالتالي لا يمكن أن تتوقف لتأخذ أحدا فعلى الجميع أن يبحث عن مكانه المناسب ولا يقف في صفوف الإنتظار لأنه إن فعل فسيمكث كثيرا في الإنتظار دون جدوى.
نعم إن تجاوزنا الإفلاس المعنوي الشخصي فنحن بالضرورة تجاوزنا الإفلاس المادي لأن ذلك سابق في إيجاده للحلول المناسبة ورسم الخطط والبرامج الآنية والمستقبلية على الإفلاس المادي المستهدف والذي يعتبره الجميع بيت القصيد.
حينما تتعذر الحلول الناجعة السريعة المجدية لدى الفرد أو الجهة أو المؤسسات فتكون الحلول المطروحة ناقصة صغيرة آنية جداً مضحكة شكلية لذلك الحال وهي كمن يذر الرماد في العيون .!!
إن الإفلاس يعني إنعدام القدرة على العطاء والنهوض وإيجاد الحلول واقتراح البدائل لمواجهة الأزمات والتحديات مهما كان شكلها ونوعها ودرجتها ووقتها. فنقول فلان مفلس بمعنى ليس لديه ما يقدمه ولا ما يضيفه ولا على أي مستوى من المستويات أو على أي شكل من الأشكال.
وعند الإفلاس تكثر الخوازيق كما أمطار كانون ويزداد معها طرديا البحث عن كل ما من شأنه أن يدفع على الستيرة وبياض الوجه أمام الآخرين أفرادا أو مجموعات أو شعب ومجتمع بأكمله ولكن دون جدوى بل يزيد الطين بلة ووحلا.
وفي هذه الحالة قد ترى أن تلجأ الجهة أو الفرد أو المؤسسة لأي حل أو حلول مهما كانت أو صغر حجمها رغبة في الخروج من تلك الحالة ( قاع الزجاجة) التي هي أكثر ألما من عنقها بمعنى العنق يحتاج إلى تمرير بسيط لتجاوز الأزمة ولكن القاع يحتاج إلى عملية إصلاح كاملة مبنية على اعتراف وإقرار بالأخطاء.
الإفلاس المادي والإفلاس المعنوي ليس وجهان لعملة واحدة.
يبدو أنني أتحدث عن الإدارة دون أن أعلم قدرة الله تسيِّرنا ... على بركة الله.