تتحدث الصالونات السياسية ومجالس النخب السياسية في الاردن عن واقع العلاقات الاردنية القطرية وحاضر ومستقبل العلاقات الاردنية مع دول الخليج الاخرى ، وفلسفة الدبلماسية الاردنية التي يجب ان تقوم على المصلحة العليا للدولة الاردنية وثوابتها بعيدا عن الانفعالات السياسية أو الدبلماسية التي لم نشهدها عبر تاريخ الاردن السياسي الذي اشرف على المئوية الاولى من عمرة .
فالاساس في هذه السياسة هو التوازن الدائم في علاقاته على المستوى الاقليمي العربي وحتى على المستوى الدولي فهناك مصالح استراتيجية أردنية تتطلب التوازن والتوازي مع الاطراف العربية وغير العربية ليتسنى للاردن القيام بدوره الشريك الاستراتيجي لكل الدول العربية وبما يضمن مصالح عليا للاردن والدول العربية الاخرى , فالاردن قام بدور اساسي في عودة مصر للصف العربيعام 1989، بعد اتفاقية كامب ديفيد واستطاع ان يوقع اتفاقية المصالحة بين الاطراف اليمنية عام 1994, وناصر الشعب الفلسطيني في محنته واعتبر نفسه الظهر القوي والحامي لكل الشعب الفلسطيني والمضلة الداعمة للسلطة الفلسطينية وللقضية الفلسطينية والحامي والمحافظ على المقدسات الاسلامية , ووقف مع سوريا في حرب ال1973 ومع العراق في حرب البوابة الشرقية عام 1979, وساهم باخماد الفوضى في ظفار عمان وفي عدد من الاحداث في دول الخليج وغيرها وغيرها .
ابعد ما يكون فيه الاردن هو بناء مصالحه مع دولة عربية او غير عربية على حساب دولة اخرى ولا تقبل الدول العربية مهما كانت ، هذا الدور للاردن الذي ما زال يدفع ضريبة ثباته في مواجهة اعتى اعداء الامتين العربية والاسلامية ومواجهة مخططاتها الاستعمارية المهيمنة الاستبدادية والتي يدفع فيها شعب الاردن ثمنا صعبا يدركه اشقاءنا من المحيط الى الخليج .
العلاقات الاردنية القطرية بطبيعتها موجودة ولم يعتريها سوى الحاجة للتفعيل والتنشيط والتوجيه لما هو افضل لصالح الشعبين الاردني والقطري والامة بإطارها العام , ومن يحاول تسيس هذه العلاقة وعلى حساب الشقيقة الكبرى السعودية او الشقية العزيزة الامارات او اي دولة خليجية او غير خليجية اخرى فهو مخطيء لان الشعب الاردني والنظام الاردني بشكله العام ما زال وسيبقى حريص على بناء العلاقة الوطيدة والحميمة والعميقة مع الدول الخليجية كافة , وسيبقى دائما مع الاشقاءء في تحدياتهم الخارجية كما نحن مع الاشقاء السعوديين في تحدياتهم الايرانية والحوثية في اليمن ، ومع الاخوة في الامارات حول الجزر المحتلة من ايران .
تبادل سفيرا الاردن وقطر وبهذا الصلاحيات وهذا المستوى يؤكد حرص الدولتين على توجيه العلاقات لما فيه خير المستقبل خاصة وان الظروف والمستجدات الدولية على الصعيد الاقليمي والدولي تتطلب من الطرفين فهما وعملا مشتركا لمواجهة تحدياتها . فالتوجه الاردن المتوازن في الدبلماسية المتوازنه غير الانفعالية هدفها مصلحة الامة وليس مناكفة احد او اثارة احد على حساب آخر أو لغايات مصالح ضيقة , فدولة قطر لم تقم بدفع مستحقاتها في الدعم الخليجي السابق للاردن , كذلك لم نجد اعلاما ترويجيا لتبادل السفراء أو تقوية طبيعة العلاقة التي تستهدف ارسال الرسائل , مما يؤكد الاهداف النبيلة الصادقة للدولتين في بنا منظومة عربية للعلاقات المتوازنة الايجابية .
قطر تتمسك بموقف ثابت فيما يتعلق بدعم الأردن في مسألة الرعاية الهاشمية للمقدسات الفلسطينية، وهي مسألة مهمة وحساسة جدا بالنسبة للاردن وهذا يترجم توجه الاردن الى كسب الدول التي تقف إلى جانبه وتدعمه في هذه المسألة، , والاردن معني بالملف الفلسطيني وقطر لها دور مهم جدا مع حماس وايران وذات علاقة مميزة مع الولايات المتحدة والاتحاد الاروبي وبوابة الجنود الامريكان في الخليج , ناهيكم عن موقف قطر الاخير الذي ساهم بدعم البنك المركزي الاردني وفتح منصات التوظيف للاردنيين الذي يزداد اعدادهم في الدوحة ,وفي أحرج وقت يواجه في الاقتصاد الاردني تحديات وصعوبات كبيرة . كذلك لم يكن الأردن مشمولًا بأي إدعاءات بأضرار أمنية، أو لديه خلافات مع قطر، فمن الطبيعي أن تعود العلاقات أفضل مما كانت عليه..
نتطلع جميعا ان تعود العلاقات الاردنية القطرية كما هو العلاقة الاردنية الخليجية الاخرى وسيعمل الاردن كعادته على القيام بدور مهم في اعادة العلاقات الخليجية لزخمها المشهود وإزالة هذه السحابة بعد ان يدرك الجميع ان العلاقة العربية العربية يجب ان تتقدم على اي علاقة وان اهداف الامة هي التي ستبقى اعظم واقوى وادوم من مصالح ثنائية او مطامع سياسية زائلة.