يوم الخميس الماضي، وقع حادث تصادم بسيط في شارع عام.. نزل السائق الأول وبيده مسدس..أطلق النار على المتسبب بالحادث..ثم أمسك بجسد المصاب وأطلق النار في الهواء مهددا المارة بعدم الاقتراب..
أمس الأول، صاحب بسطة يتشاجر مع موظف ''أمانة '' في جبل الحسين، فيقوم صاحب البسطة بإطلاق النار على الموظف وسط ذهول المارة والسكان..
***.
المسدس ليس ''فرشاة شعر''، ليضعه السائق في جيب السيارة بمنتهى الطمأنينة وعدم المسؤولية، كما انه ليس ''باكيت'' سجائر، كلما غضب، صاحب بسطة، او عامل ''معاطة جاج''، أو كنترول باص..من زبون أو مار أو منافس أو موظف رسمي..أن يتناوله من تحت حزامه و''يندفه رصاصة''..
كما ان أرواح الناس ليست فقاعات صابون..يمكن ازهاقها، بمنتهى المجانية، والبلطجية، و''الغابوية''، فقط لمجرد الشعور بالغضب، او الاختلاف في وجهات النظر...بصراحة،صار وقت الحزم..ليعيش ابناء البلد بسلام..
''لقد انخرست'' أريد ان أعيش مطمئنا على روحي، أن أصحح بائع الفلافل مثلا اذا ما أخطا بالعد.. أن أصف سيارتي أمام محل دراي كلين أو مصلح تلفزيونات او في شارع عام دون الخوف من احد،أن أقزدر على السطح وقت الغروب،أن أعارض شاعرا مبتدئا، أن أتذمر للبائع من آخر ''دلو رايب'' اشتريته، أن أفاوض بائع ''عتق'' على صوبة قديمة انوي بيعها...ان أتشاجر مع زوجتي شجارا مثمرا.. دون أن يفرغ أي ممن سبقوا رصاصاتهم في جبيني..
***.
لسنا في حرب اهلية، كما أننا لسنا عناصر في كتائب وميليشيات حتى يتمشى بائع ''شعر البنات'' وفي يمينه كلاشنكوف...نحن في بلد كل ما فيه يدعو الى الأمان، كل مئة متر، هناك شرطي أو سيارة نجده،أو فريق بحث جنائي..فلماذا نتأبط السلاح ''كجهاز الخلوي'' كلما خطونا خطوة خارج بيوتنا...
***.
لا نريد حملة تفتيش على صلاحية المركبات في فصل الشتاء..نريد حملة للتفتيش عن صلاحية ومشروعية حمل ''هؤلاء '' للسلاح...
من أعطى كل هؤلاء حق ترويع الناس؟؟
ahmedalzoubi@hotmail.com
أحمد حسن الزعبي