FaceApp والبحث عن الزمن المفقود!
فارس الحباشنة
20-07-2019 01:37 AM
تطبيق FaceApp فتح بابًا للمواجهة مع الزمن، و شيخوخة محتملة. الصور تناثرت على مسطحات الفيس بوك لشباب ومراهقين بوجوه افتراضية لشيخوخة.
اللعب مع الزمن غدار وماكر، لربما أن كثيرا من مستعملي التطبيق تورطوا، واكتشفوا كم أن حقيقة الحياة فاجعة، وأن العمر لا يعد بالايام والسنين، فهي أكثر ما تهرب من أيدينا!
مع امتداد العمر فان الوقوف أمام المرآة يصبح مزعجا، فماذا عن تطبيق الفيس بوك الجديد، فاضح الزمن، ومعري اليقين بالخلود. فالانسان يحس بالضعف والرعب والخوف أمام ماكينة الزمن، واكثر ما يكرهه الساعة، ومع احترامي للوقت والزمن، وتقديري للادوات الميكانيكية والحسية للشعور بالزمن وانقلاب الايام والشهور والسنين.
خصل الشيب في الرأس بشدة وقارها، ومفعولها بالرشد والحكمة فكم تثير في النفس أوجاعا! الانسان يبحث بصمت عن زمنه، وبمشاعر خافية، وتلمس الجسد برائحة الروح التي تقدر زمنا نفسيا. وهذا لربما ما لم يعرفه الفيس بوك والتطبيق الجديد.
للمسافر زمانان: زمن الوطن، وزمن الرحلة. وللعاشق زمانان: زمن المحبوبة، وزمن الفراق. فليست كل الازمنة تتطابق، وليست كل الازمنة تتشابه، وتتقاطع، فكم من زمن محفور على جدران مقابر الموتى، وهم الاحياء.
التطبيق أعطانا احساسا بالزمن، وإحساس الشيخوخة والكهل، واحساسا بانفراط السنين. وقد جر الزمن أمامه، ونحن نشعر بخوف وقلق من هذه الجرة.
وكما أن الفلاسفة والمفكرين والادباء انشغلوا على مفهوم الزمن وإعادة تركيبه وتفكيكه، فانه « فيس بوك» اختصر وفقا لمنطق زمن التكنولوجيا والاتصالات المستعجل ماذا يعني الزمن ببساطة إذا أردت التفكير به، وتصوره حسيا؟
«فيس بوك» أراد القول أن ثمة ما يناقض القدرية والحتمية. وهي من أبواب الفتوح في العلوم الحديثة، الانسان والصدفة، وعبقرية الممكن. في المختبر البيولوجيون انشغلوا على تفكيك وقراءة الخرائط الجينية للانسان. استشراف بيولوجي للانسان قبل الولادة والحياة. فكم أن العلم وضع الزمن تحت مشارح لربما لم تسر العقائديين والايدولوجيين المؤمنيين، ولكنها اعلنت حربا على المجهول ولاثبات أن العقل لا يعرف المستحيل.
الدستور