كل يوم يتدفق الوعاظ ومن مختلف الاجناس والأعمار والأديان والدول إلى الفلسطينيين في الداخل والخارج لإقنعاعهم بالجنوح إلى السلام مع الإسرائيليين اليوم قبل الغد وقبل فوات الأوان..
لفت نظري من هؤلاء الوعاظ كبيرهم جاريد كوشنير «مبعوث الرئيس الأميركي لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين»..
الواعظ الكبير الجديد للفلسطينيين كوشنير شاب أميركي ولد عام 1981 أي أن عمره الآن 38 عاماً ليس غير.. ومتزوج من ابنة الرئيس ترمب وهو ووالده من المقربين جداً لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ويقال ان نتنياهو عندما يزور واشنطن لا بد أن ينام وكل لياليه في بيت والد كوشنير..
الواعظ كوشنير نصح أكثر من مرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في لقاء معه في رام الله وفي واشنطن بعدم امكانية وقف الاستيطان في القدس والضفة الغربية، لأن هذا الوقف سيؤدي إلى انهيار حكومة بنيامين نتنياهو..
ورفض الواعظ الشاب كوشنير ممارسة واشنطن وغيرها.. أي ضغوط على الحكومة الإسرائيلية الحالية لوقف توسيع المستوطنات معتبراً ذلك حقاً كاملاً للإسرائيليين والمستوطنين!!
وانتقد الواعظ كوشنير ما كان يجري اثناء إدارة اوباما التي كانت ترفض توسيع المستوطنات وجرى مثل ذلك أيضاً في عهد الرئيس بيل كلنتون كذلك..
تصريحات الواعظ جاريد كوشنير تصريحات أميركية غير مسبوقة واقوى من وعد بلفور وصادرة من اقرب المسؤولين الى الرئيس الاميركي الجديد الذي يقود أعظم دولة في العالم ولسنوات أربع قادمة مع أنه وعد بإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي في بداية ولايته...
على أرض الواقع..لا جديد وبعد
الاستيطان الإسرائيلي يجري وبسرعة وأمام أعين العالم كله وعلى مدى أكثر من خمسين عاماً ففي اليوم الأول للاحتلال الإسرائيلي ونتيجة حرب حزيران 1967 هدم جيش الاحتلال حي المغاربة في القدس المحتلة والبراق فيه وقاموا بتحويله كاملاً إلى ما يسمى بحائط المبكى..!
كما ان هذا الاستيطان لا يجرى خلسة وبعيداً عن أعين العالم البعيد والقريب، مع أنه مخالف للقانون الدولي الإنساني.
وللتوضيح أكثر..
فقد كشفت وثائق ويكليكس أن هناك (اتفاقاً سرياً) بين الولايات المتحدة وإسرائيل على استمرار الاستيطان وتوسعته في القدس والضفة الغربية.. وهذا يعني أن هناك «مظلة دولية» تحمي إسرائيل من العقاب بسبب اختراقها للقوانين الدولية التي تمنع التصرف في الأراضي تحت الاحتلال..!
الراي