من الذاكرة قبل عقود .. " طبلة وطبلية " ام علي
د.محمد جميعان
19-07-2019 07:45 PM
من ميزات السينما المصرية في القرن الماضي ، انها كانت توثق الظواهر المجتمعية ، التي كانت تشكل نفوذا وسطوة في تلك المجتمعات ، من سطوة المعلم في العزبة، الى الخطابة ونفوذها ، الى العمدة وهكذا..
وقد تاثر جيلنا بذلك ، واخذ يرصد مثل تلك الظواهر في محيطة اومدينته ، ولو انها بنسبة اقل نفوذا وسطوة.
واذكر قبل عقود مرت ، كانت ظاهرة النفوذ الفردي طاغية ، من المختار الى الشيخ الى كبير الحارة ، ولكن كان هناك نفوذ من نوع مختلف ، يرتبط بنشاط وفهلوة ودهاء صاحبه او صاحبته ، واذكر هنا مما استعادته ذاكرتي وسطرته مذكراتي ؛ حول " طبلة وطبلية " ام علي ..
" طبلة " ام علي ذاع صيتها في الحي ، ولا تجد عرسا والا وام علي وطبلتها حاضرة للهز ، واحيانا تحضر الطبلة وتغيب ام علي لعذر لديها..
وذات يوم اصبحت " طبلية "( مسطح خشبي واسع لحمل الخبز) ام علي ذائعة الصيت ايضا عند المخابز ، لان طبليتها ذات متانة وسعة ، واصبح الحي عند افراحهم يستعيرون طبلة ام علي للهز وطبليتها لحمل الخبز من المخابز..
" الطبلة والطبلية " اصبحت ماركة مسجلة لام علي وافراح الحي ، واصبحت ذات نفوذ وسطوة ، تدرس الاطفال رغم اميتها ، وتناطح الكلاب ، وتموء مع البسس ، واصبحت الارزاق تهل عليها ، بعد ان اصبحت صاحبة محلات واملاك ..
وحتى تتوج نفوذها اصبحت تسامح الاطفال ، ان تمادوا عليها ، وتصفع الكبار من الحي عمدا ، ليرتعد من صيتها بقية الاحياء المجاورة..
ام علي اصبحت رجل الحارة الممتدة باحيائها جميعها ، وما دونها اشباه يتوسطون لديها ويستنجدون بها عند الملمات ..