نواجه اليوم مشكلة وقضية شائكة كبيرة نخسر بسبها كل يوم ونحن لا ندرك ذلك، قضية نتوارى الأنظار عنها، نخسر عقول كبيرة، عقول طموحة، عقول مبدعة، عقول تعبت لتصل الى ما هي عليه الأن، طاقات بشرية كبيرة تستفيد منها دول غيرنا بينما نخسرها نحن، خسارة وراء خسارة دون تبني عقول شبابنا المبدعة.
هجرة شبابنا المبدعين واصحاب الاختراعات أصبحت تزداد كل يوم دون النظر اليها أبدا، يوجد لدينا الكثير من المخترعين واصحاب مشاريع ريادية وفكر كبير في الأردن حملوا أفكارهم وطاقاتهم وغادروا بها الى بلاد فتحت لهم جسر كبير لتبني علمهم، والمشكلة الأعظم لا يعودون ولا يريدون العودة بجملة فقط نسمعها منهم (الأردن لم تتبنى أي فرصة لنا ولم تدعمنا) ...سماع هذه الجملة بذاتها مصدر احباط لشبابنا ومستقبلهم، نخسر الكثير من طاقات شبابنا ولا نهتم، خسارة كبيرة انتجتها الأردن وبفعل يديها.
كل الأسباب التي دفعت شبابنا الى اختيار الهجرة ومغادرة البلاد من الاحباط والقهر الذي وصلوا اليه، بالاتجاه الى دولة تقدس أفكارهم واختراعاتهم، دول تكرس العلم والعقول النيرة، للأسف عكسنا تماما الأردن تستهين بشبابنا لا تقدر أي فرصة ودعم لهم، حتى لا تعطيهم فرصة أمل بالرجوع عن قرارهم، كمية اهمال كبيرة نراها لعقول شباننا من قبل حكومتنا المصونة التي دائما تخاطب بالشباب وبمستقبل الشباب ...لا أراها الا خطابات مكتوبة فقط لا تلمس أي جانب مهم في حياة الشباب.
من فترة ليست بعيدة سمعنا عن رئيس جمعية المخترعين الأردنيين بالتقدم لهجرته لتركيا وتواصله مع الرئيس التركي لتبني اختراعاته بعد 20 عاما من مسيرته المهنية والاختراعات، بتبرير قوي ظهر به بعمله الطويل على ايجاد حلول ترفع من شأن الوطن وتدعم اقتصاده لكن لا حياة لمن تنادي، ليغادر الوطن وينضم لجيش المخترعين التركي. ومثله الكثير
لقد استهلكت الأردن الكثير من شبابها واستهانت بها, هجرة وراء هجرة، احباط وراء احباط ولا نفعل شيء! مللنا من الخطابات والبرامج، لنرى طاقات شبابنا بيننا ونستثمرها ونقف معهم. فالخسارة لنا