الحرية اساس السلام
المحامي عبد اللطيف العواملة
18-07-2019 01:01 PM
هل يعطي شعب مسلوب الحق و الحرية لشعب اخر الامن و السلام ؟ ان الاحتلال العسكري للارض العربية هو اساس القضية لا بقاء السلطة من عدمها ، او انهاء المقاومة او العاصمة او جيش و شرطة الى اخر هذه الدوامة من فوضى الاولويات التي نجحت الماكينة الصهيونية في زجنا بها بطريقة مكشوفة و لكنها ناجحة.
مربط الفرس هو الاحتلال و الحصار. الاحتلال العسكري و الحصار هما صلب القضية الذي تحاول جميع الاطراف تجنبه. فالمعضلة ليست دولة منزوعة السلاح ، و لم تكن يوما تينيت او ميتشل وصولا الى كوشنير. و ليست هي التنسيق الامني او المقاومة المسلحة او الحدود و لا حتى القدس الشريف ، بل انها الاحتلال و تهجير السكان . هل جربت اسرائيل التراجع غير المشروط ؟ احتلت اسرائيل الارض من غير استشارة اصحابها ، فهل هي بحاجة الى اذنهم حتى تخرج منها؟ هل نحن بحاجة الى صفقة قرن ؟ هي اقرب الى ورطة قرن !
علينا ان نتذكر ان اسرائيل ذهبت بداية الى مدريد عنوة و تحت الضغط الامريكي الشديد و الذي جاء كتلبية وعد للعرب بعد ان دخلوا الحلف ضد العراق عام 1990. اذعنت اسرائيل شكلا و دخلت في ماراثون من المفاوضات مع الفلسطينيين و لكنها بعكس العرب تركت كافة خياراتها مفتوحة . لقد دفعت مقاومة جنوب لبنان في ذاك الوقت الشعب الفلسطيني الى اعادة الحساب. و من الاولى ان تدفعنا تجربة اوسلو الى ادراك ان للعمل اولويات لا يجوز مخالفتها ، فالمشكلة هي الاحتلال و الحصار و ليس غياب الامن او السلام في المقام الاول . يعم الامن و السلام كنتيجة لاعادة الحق و ليس كشرط لحدوثه.
ليس لاحد الحق في قراءة الفاتحة على روح الفلسطينيين ، و الاعتقاد بان القضية قد تم تصفيتها بخطة " صفاقة القرن " أن ذلك بمثابة أضغاث احلام . بذرة المقاومة قوية في الشعب الفلسطيني و العربي ، و خياراتهم هي الحرية و الكرامة و الاستقلال ، و جميعها تسبق السلام و لا تتبعه . فكيف يمكن لاي حل ان ينجح، حتى و لو رضيت به "النخبه" ، اذا لم يبدأ باعادة الحق ؟ كل ما يجري من استعراضات هدفه التغطية على هذه الحقيقة.