قلاية البندورة مع رفاق السلاح في صوت المملكة
السفير الدكتور موفق العجلوني
18-07-2019 01:19 AM
اتحفنا كعادته الاعلامي المثير "فكرياً " وصاحب الجرأة العالية بالطرح بكل أدب ومسؤولية الاعلامي المتميز عامر الرجوب بإطلالته مساء أمس من خلال برنامج صوت المملكة بحلقة مميزة غير مسبوقة فاقت كل الحلقات التلفزيونية على طول المملكة و عرضها ، حلقة شملت محطات كثيرة وعناوين عريضة ورسائل تحمل مضامين عديدة تناولت مقابلة جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله مع طالبات من الجامعة الأردنية ام الجامعات وجامعة واليرموك.
لقاء الاب مع بناته، لقاء حمل البساطة والاريحية، لقاء محبة وود وحنو وكبرياء مع الملك الانسان، هذا الملك الذي يتدفق مشاعر جياشة تجاه لحظات وأحداث مهمة في حياته وحياة الاردنيين، حوار بين متضادتين بين فرح جلالته وغضبه، حوار بين محبة جلالته وزعله، مشاعر يختلط فيها قصص وروايات تحكي قصة الانسان الملك المحب لبلده وشعبة، قصة ملك تربى على يدي أغلي الملوك وأعظمهم ابوة وحكمة وقيادة وانسانية.
اطلالة كل من الشابات الاردنيات المتألقات أروى السرحان، ولمى الحموري، وأسيل الرواشدة مع جلالة الملك كانت رسالة لكل الشباب اناثاً وذكوراً ان الملك قريب من الاردنيين جميعاً يتحاور معهم ويرسل لهم رسائل ان هذا البلد قوي عزيز بقيادته بشبابه وشيبته بالأبناء و البنات والاباء و الجدات والاجداد.
بكل شفافية وبساطة كان الحوار يمتاز بالأريحية والهدوء لا بل كان الملك يطمئن أبناؤه أنه يسهر على راحتهم ليس في ديوانه العامر فقط ولكن كانت رسالة جلالته كونوا ايها الشباب مطمئنين فالملك معكم في كل مكان يواصل الليل بالنهار من اجلكم من اجل مستقبلكم، من اجل الاردن العصي على كل محاولات التشويه.
كادت الدموع تنساب من عيون ابا الحسين عند ذكر الحسين الباني، وانا متأكد ان كل من شاهد الحلقة انسابت دموعه لان دموعي لم تتوقف وانا اشاهد حديث الملك عن الاب الحاني الحسين طيب الله ثراه وعن الالم الذي يعتصر الملك كما اعتصر قلوب الاردنيين جميعاً لاستشهاد معاذ الكساسبه وشهداء تفجيرات فنادق عمان.
رسائل الملك ... نعم هنالك مواقف ومواقف محزنة ومؤلمة في تاريخ الاردن ولكن الاردنيون أشداء في المحن والشدائد، رجال في مواقف الرجوله، رحماء بينهم يشد بعضهم بعض في الدفاع عن الاردن الغالي، ونتكاتف معاً في مواجهة التهديد والتحديات المستجدة التي تواجه المملكة. وان الشباب هم مصدر الطاقة والعطاء للقيادة والشعب، وما دام حماس الشباب موجود فالأردن والاردنيون جميعاً بخير.
بنفس الوقت كانت رسالة جلالة الملك من خلال هذا اللقاء المميز والمتميز وغير المسبوق ان الاردنيين أهل لتحمل المسؤولية، وان مسؤولية الاردن والاردنيين جميعاً هي على عاتق جلالته وامانة في عنقه.
ان حديث جلالة الملك عن وطنه الاردن والذي هو أجمل مكان في العالم الذي ولد فيه وتربى في أكنافه وعائلته الاردنية من ابناء وبنات واخوة واخوات وأباء وامهات وسعي جلالته على راحتهم وتوقير الحياة الافضل لكل الاردنيين، هي ايضاً رسالة لكل الاردنيين بأن يكون القدوة الحسنة وان يكون الاردن لكل الأردنيين الوطن الاغلى والاحلى والاجمل، ويحتضن الاردن أحلى وأجمل المناطق في العالم وأهم المناطق السياحية كالعقبة والبترا ووادي رم والموجب وعجلون.
من جهة اخرى وجه جلالته رسالة ضمنية ان على الشباب ان يمارسوا هواياتهم الرياضية لان الفراغ مفسدة للمرء اي مفسده، وعلى المسؤولين ان يهتموا بهوايات الشباب والعمل على فتح المجال امام الشباب بممارسة هواياتهم الرياضية. مع ضرورة تطوير بعض هوايات الشباب مثل هواية الغطس في العقبة لأن العقبة من أجمل المناطق في العالم.
ومن أهم الرسائل التي وجهها جلالة الملك للشباب هي الصدق الصدق الصدق مهما كلف الامر، مع النفس اولاً ، ومع الاخرين ثانياً والبعد كل البعد عن الكذب والنفاق وخاصة ان سمعة الاردنيين ترفع الرأس والاردن سمعته الطيبة أكبر من حجمه ويجب ان تبقى كذلك، اما الكذب والنفاق فهو شيء لا يمكن تحمله وهو صفات الجبناء وبعيد كل البعد عن الاردنيين.
وفي ختام اللقاء عبر جلالته الملك الانسان ان سعادته بلقاء الاطفال الذي يطرحون اسئلة البراءة وبكل عفوية وخاصة عن حياة جلالة الملك الخاصة عن مأكله ومشربه، وتكون المفاجئة ان أكثر اكله يحبها جلالة الملك هي قلاية البندوره، وهذا برآي رسالة قوية لكل الاردنيين، ان اكل قلاية البندورة لم تكن في فنادق ومطاعم الخمسة نجوم على الموائد الوثيرة ومع الشخصيات الكبار ذوي الشأن، وانما كانت مع الجنود رفاق السلاح جلوساً على الارض وفي الميدان بجانب الدبابة مع نشامى الوطن.
لقاء جلالة الملك رسالة للأردنيين في الدخل والخارج، ان الاردن بفضل قيادته ووعي شعبة حقق الانجازات الكبيرة وخاصة في العشرين سنة التي مضت وان مستقبل الاردن واعد ويحظى الاردن باحترام كبير على الساحتين الاقليمية والدولية، وكثيراً ما واجه الاردن تحديات وظروف صعبة ولكن بحمد الله كان يخرج منها دائماً اقوى. وما يميز الأردن والأردنيين أن معدنهم الحقيقي يظهر في أصعب الظروف، وتجد جميع الاردنيين بمختلف منابتهم واصولهم متكاتفين مع بعضهم البعض وحول قيادتهم وهذه ميزة الأردن والأردنيين.
حمى الله الاردن وقيادته الحكيمة و شعبه الطيب .