تقول الحكايه: انه في زمن ما وفي فضاء ما طلب رئيس احدى الجامعات من مديره المالي ان يأتي مصطحبأ اوراقا واوراق الى قاعة مجلس العمداء، كان في القاعه كما تقول الحكايه الرئيس ونوابه والعمداء.

ولأن الجامعه في ذلك الزمن تعاني ماتعاني من ميزانية منهاره فإن ذلك الرئيس طلب من نفسة والعمداء ونوابه ان يوقعوا على تعهد بموجبة يتم اقتطاع جزء من رواتبهم دعما للجامعة ولمديونيتها. وتقول الحكاية ان احدا منهم لم يعترض على القرار ظاهرا ولكن في دواخلهم ونفوسهم غصة والماً وحرقةً على ان يصار الى اتخاذ مثل هذا القرار عنوةً ودون اي مناقشة وعصف ذهني وتفاوض.

ولأن الكراسي تشد اصحابها فإن احد منهم لم يقدم استقالته ولم يبدي اعتراضا ظاهرا في تلك اللحظة ولكن خلف الاسوار وفي الفضاء الحر تعالت الاصوات دون جدوى.

تفاوتت الاراء في ذلك الزمن ما بين مؤيد للقرار ومعارض له لكننا لا نتحيز لطرف دون الاخر ونترك ذلك للزمان القادم.

واليوم يدور حديث كثير حول نيه لتغيير بعض رؤساء الجامعات وسيناقش مجلس النواب في دورته الاستثنائية مجموعه من التعديلات التي اقرها مجلس الوزراء على قانون التعليم العالي الذي تم اقراره قبل سنة ونيف ورغم انني لست مع كثرة التعديلات على القوانين ويجب ان تستقر لسنوات طويله الا انني ارى ان هناك ضرورة لبعض التعديلات حتى تسير المسيره وفق اصول وقواعد ثابته من اجل ان تبقى الجامعات منارة الاوطان وفكرها النابض علما وبحثا ونشاطا وخدمة للمجتمع ومؤسساته. وحتى يكون رؤساء الجامعات لديهم القدره والجرأة على اتخاذ القرارات دون ان يحركهم شخص من هنا او جهة من هناك فالجامعات كانت وستبقى ساحاتها وقاعاتها ومدرجاتها واحة حرية ومنبر فكر وفضاء جميل لكل الآراء والافكار والاتجاهات.