إدارة التغيير في مسار التطوير
رانية صبيح
17-07-2019 11:41 AM
يعتبر البعض ان الحديث عن ادارة التغيير ترف يصعب تطبيقه في دول العالم الثالث وضمن المنظومات الخدمية من وزارات ومؤسسات وهذه الصورة النمطية مبنيه على اساس نظري بحت دون الولوج الى فن التطوير المبني على اساس التغيير وهنا اجد من تجربة التطوير في مركز زها أنموذجا لروح التغير حيث كانت تلك البذرة تنمو حتى اصبحت شجرة يتفيأ في ظلالها الكثير ويقطف ثمارها الكثير ولديها جذور راسخه ممتدة بامتداد عطاء الأردنيين .
ادعي ان رحلة العمل والامل في مركز زها الثقافي التي جاءت بفكرة وموقف مشرف اصبحت تشكل اليوم معجزه في
الانجاز قياسا بالمؤسسات المحفوفة بالموازنات والدعم الدائم وادعي ايضا ان تطبيق ادارة التغير هي خارطة الطريق للنهوض بهذا المركز ليصبح اليوم مظلة لأكثر من مليون مواطن قدم المركز الخدمات المنوعة لهم جميعا والى جانب المركز قائمة شركاء تحمل الفخر والاعتزاز وتؤكد على المصداقية والتفاني .
وهنا اجزم ان اساس نجاح ادارة التغير تعتمد على حالة التطبيق من قبل الشباب كون الرؤى لدى الشباب تختلف في اليات تقبل النظر خارج الصندوق وهذا ما نستلهمه الان من الاوراق النقاشية الملكية التي اطلقها جلالة الملك لتكون بوصلة العمل و ترشدنا في المسير وتدعم فكرة بث روح الشباب في الاطار العملي للمؤسسات وذلك في خلق مؤسسات رشيقة ومؤمنة بالتغير المبني على التشاركية واستنهاض الهمم ورفد الكفاءات وتوزيع الفرص بعيدا عن التقليدية في الاختيار واهمها التحصيل العلمي في قياس القدرات ووضع الاهداف نصب العين دون الالتفات للتحديات واعتبارها تؤكد على صعوبة التطبيق .
مركز زها الثقافي الذي كان في يوم ما مجرد حديقة فقط اصبح اليوم منارة تترجم احلام الجميع وتستثمر الطاقات وترفد المجتمعات الريفية وتغطي كافة اقاليم المملكة عبر خارطة الاردن الحبيب وبمظلة واسعة ومهمه مظلة امانة عمان هذه المؤسسة التي تعتبر صرحا شاملا تنهض بعاصمتنا الحبيبة .
ونتائج ادارة التغير اليوم تتجلى في جهد الملكة رانيا العبدالله الواضح والمميز والمنسق ومؤسسة ولي العهد التي تدفع جهد الشباب نحو النور والتطوير ومبادرات الديوان التي لا تعرف الكلل والتحديات ونتشرف اننا في تجربتنا ايضا وهي امتداد للمبادرات الملكية السامية ولهذه الجهود نعطي خدمات القطاع الخاص ومتانة القطاع العام لكافة المستفيدين من مركز زها الذي سيحتفل قريبا بمليونيه الخدمات للمواطنين على الشق الصحي والثقافي والاجتماعي والتعليمي في البوادي والمحافظات والعاصمة وبأذرع تمتد للبلديات ومجالس المحافظات وهذا بالتأكيد يوصلنا الى قناعة واحدة ان الاحباط والشد العكسي لا تعرقل الا التقليدين واصحاب (النفس القصير) ولا تنال من العمل الطموح الرشيق المبني على الانتماء والمحبة والبرامجية .
من وجهة نظري التغير الايجابي هو الايمان المطلق بالنجاح وكفى بالإنجاز انموذجا يتحدث عن نفسه ولا وسيلة للتطوير الى بأدارة التغير.