تحليلات سياسية أم مواقف شخصية .. ؟د. هايل ودعان الدعجة
17-07-2019 01:11 AM
بتنا نشهد صعوبات متفاوتة في تقييم الاحداث السياسية الاقليمية والعربية ( واحيانا الوطنية، وبدرجة اقل الدولية ) وفهمها ومتابعتها في ظل غياب التحليلات والدراسات والابحاث العلمية والموضوعية والحيادية، والمفاهيم والمقاييس الواضحة التي يعول عليها في فهم ذلك، حيث بات علينا ان نقرأ او نتابع وجهات نظرة اعلامية وسياسية واكاديمية عربية شخصية، حتى اصبحنا نعرف الموقف من هذه الاحداث سلفا، وبمجرد ان نعرف صاحبه او عنوان مقاله او موضوعه او طرحه. وهذا الوضع الذي تزخر به وسائل الاعلام العربية تحديدا من صحافة ومواقع اخبارية وبرامج اعلامية حوارية ومنصات تواصل، يتم التعاطي معها كمنابر ومنصات اعلامية خاصة، تعكس اراء من يعتليها، وهو يغدق علينا بارائه ومواقفه الشخصية، ويريدنا ان نتعامل معها كتحليلات موضوعية وحقائق لا يملكها الا هو، بحيث يطلب من القراء والمتابعين والطلاب والباحثين تصديقها واعتمادها والاخذ بها. يتضح ذلك في القضايا والاحداث التي تشهدها الساحتين العربية والاقليمية، والتي تعكس التناقض والتباعد في المواقف، حتى يخيل لك وانت تتابع بعض المقالات والكتابات والتعليقات والحوارات المتعلقة بها، انك تتابع معركة كلامية او ( مواقفية ) بادوات ( واسلحة ) اعلامية عربية مختلفة قد تصل حد الردح والشتم والاساءة، تصب نتائجها في مصلحة من يكنون لامتنا العداء، والذين امكن لهم توظيف هذه الخلافات والتناقضات في تمرير اجنداتهم وتثوير اجواء النقاشات وشحنها بالمزيد من الفتن والعداوات بين الشعوب العربية نفسها، التي اثبتت وسائل الاعلام المختلفة عدم توافقها على قضاياها واولوياتها، مما جعل من مشوارها لنصرة بعضها طويلا وشاقا.. بدليل ما تشهده الساحة العربية في هذه الايام من خلافات وانقسامات اشرت الى تلوث الاجواء العربية بالمواقف المتضاربة والمتضادة التي تحتاج الى اجيال واجيال لمحو اثارها السيئة والمدمرة. ويكفي ان تطرح قضية للنقاش متعلقة باطراف ودول عربية وببعض قياداتها حتى، لتكتشف حجم المأساة التي تعاني منها الشعوب العربية. الامر الذي يجري توظيفه بخبث ودهاء من قبل اطراف اخرى تتربص بامتنا ولا تريد لها الخير، مستغلة وجود بيئة داخلية مهيأة لذلك، حتى من خلال شرائح يفترض انها واعية ومتعلمة وتعي ما يحاك لهذه الامة من مؤامرات، كاصحاب بعض الاقلام والمنابر الاعلامية العربية، التي سرعان ما تتحول الى ادوات وجسور تسهم في دخول الاجندات المشبوهة والمسمومة الى ساحتنا، لانها تجد فيها ما يؤيد ويعزز موقفها في مواجهة مواقف عربية اخرى يتم التعامل مع اصحابها كاعداء، حتى تحول الصراع في ساحتنا الاعلامية من صراع عربي - اسرائيلي الى صراع عربي - عربي بات الحديث والخوض فيه يفوق بكثير وبعدة مرات الحديث عن صراعنا مع العدو الاسرائيلي، الذي تراجع الى مراتب متأخرة على سلم اولوياتنا واهتماماتنا التي باتت منصبة على مشاكلنا وخلافاتنا العربية. وقد تجد بعض الاعلاميين يمتطي وسائل الاعلام المختلفة، ليفرغ ما بجعبته من اساءات وافتراءات بحق اطراف معينة، لحساب جهات يعمل لحسابها، حتى لو اقتضى الامر الزج ببلده واقحامه واحراجه بفعل عنترياته التي تفوح منها رائحة القبض والرخص. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة