مَاذَا نُريد من المتسوق الخفي؟
د. محمود أبو فروة الرجبي
16-07-2019 08:50 PM
من الـمُهِم أن يطلع النَّاس عَلَى نَتَائِج زيارات المتسوق الخفي حَتْى يطمئنوا إلى أن الأمور تَسِير بِاتِجَاهِ التقييم الحقيقي للدوائر الحكومية خاصة الَّتِي لَهَا عَلاقَة بالمواطن بِشَكْل مُبَاشِر، وهَذَا لَنْ يَكُون هدفه التشهير بَلْ التشجيع عَلَى الإنجاز، وَكَيْ يلمس المواطن أن هُنَاكَ من يتتبع الموظفين الَّذِينَ لا يُريدونَ العَمَل، أو المدراء فِي بَعْض الدوائر الَّذِينَ يشكلون فِيهِا حمولة زائدة حَيْثُ لا إنْجازاً يسجل لَهُم.
المواطن الأردني بِشَكْل عام مشبع بالجو السلبي بِمَا يخص عمل الدوائر الحكومية، وهَذَا لَمْ يأتِ من فَرَاغ بَلْ من خِلال التَعَامُل مَع كثير من الدوائر الَّتِي تَتَعامَل مَع المواطن بمنطق التعالي مبتعدين عَن العَمَل الأساسي لِلْحُكُومةِ وهُوَ تسهيل حَيَاة المواطنين، وَليْسَ العكس، وَعِنْدَمَا يرى المواطن التسهيلات الَّتِي تقدم فِي بَعْض الدوائر يفاجأ بالتعامل الراقي، والسرعة فِي الإنجاز، فيشعر أحيانًا وكأن هَذَا الاستثناء، والعكس هُوَ السائد.
عَلينا الاعتراف أن كثيرًا من الدوائر الحكومية طورت عملها، وبذلت مجهودات عظيمة فِي تحسين الخِدْمَة للمواطن، وَمَع ذلِكَ فما زِلْنَا نطمح بِالـمَزِيدِ، فَهُنَاكَ بَعْض الدوائر الَّتِي تقدم خدمات مُمْتازَة، وَلَكِن هَذِهِ الخدمات تصطدم بالمزاجية عِنْدَ بَعْض الموظفين.
إطلاق خدمة المتسوق الخفي ممتاز، وَيَحْتاجُ إلى تكثيف حَتْى يَشْعر أي مواطن يَقُوُم بِزِيَارَة دائرة لا تقدم الخدمات بِشَكْل جيد أن هُنَاكَ فِعلًا من يُقِيم هَذِهِ الدوائر وهُوَ مُهِمٌ لأنه يُقِيم الدائرة من الخارج بَعَيدًا عَن العلاقات الشَّخْصيَّة، وهَذَا من شأنه أن يقلل من الضغوطات الَّتِي تقع عَلَى بَعْض المدراء من البَعْض فيقومون لاحِقًا بالتقييم بِنَاء عَلَى معايير صَحِيحَة وَبَعَيدًا عَن الشخصنة.
نقترح عَلَى الحُكومَة أن تبحث من خِلال المستوق الخفي عَن ثَلاثَة أنْوَاع من الموظفين، المتفاني المبتسم الَّذِي يَعْمَل عَلَى خدمة المواطن بِشَكْل ممتاز، وهَذَا يستحق بعْد التأكد مِنْهُ أكبر تقدير وترقية، وزيادة راتب وأي نوع من الحوافز، وإذا لَمْ تسعف التعليمات مثل هَذَا التقدير فَلا بد من تعديلها.
النَّوْع الثَّانِي الموظف المرعوب الَّذِي يعتقد أن تعطيل معاملات المواطنين يحميه من الوقوع بالأخطاء، ويبعده عَن الزلل، من مبدأ إذا لَمْ تعمل لا تخطئ فَلا يَسْتَطِيع أحد أن يُمْسِكَ عَلَيْك زلة، وهَذَا لا بُدَّ من إعادة تأهيله، وَفِي حَالَة عدم تقدمه فِي العَمَل فإنه يَجِبُ إخراجه من الخِدْمَة الحكومية.
النَّوْع الثالِث الَّذِي يعامل المواطنين بِطَرِيقَة سيئة، ولا يُرِيد أن يَعْمَل، ويعتقد أن الخِدْمَة الحكومية منة مِنْهُ للمواطن، ولا يدرك أنه موجود لِخِدْمَة المواطن، وهُوَ أي المواطن يَجِبُ أن يَحْصل عَلَى الخِدْمَة وَلَوْ كانَت مجانية بأحسن ما يُمْكِنُ، ومِن قَالَ إن الخدمات الحكومية مجانية فَهِي تمول أصْلاً من جيب المواطن عَن طَرِيق الضرائب.
الخُلاصَة ننتظر نَتَائِج عمل المتسوق الخفي عَلَى أحر من الجمر، ونتمنى أن تَكُون معلنة .
Mrajaby1971@gmail.com