خلال زيارة جلالة الملك الأخيرة لمحافظة الطفيلة بتاريخ ١٨ فبراير ٢٠١٩ قال جلالة الملك " ان شاء الله سيتم تنفيذ مجموعة من المبادرات والمشاريع في محافظة الطفيلة التي ستساهم بالتخفيف من بعض التحديات" .

على صفحة وزارة التنمية الاجتماعية الإلكترونية بحسب الرابط
‏

ورد بنظام مراكز تنمية المجتمع المحلي رقم ٣٢ لسنة ٢٠١٤ وبحسب المادة ٤ " يهدف المركز بالمساهمة فيما يلي منها : . رفع مستوى الوعي الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للمواطنين وتشجيع روح العمل الجماعي فيما بينهم". أردت من خلال هذا المقال ان ارفع من مستوى الوعي الاقتصادي للوزارة وليس للمواطن ،لعلها تستطيع ان تقضي على بؤر الفقر وان تقف مع المواطن وليس مع الشركات التي تحلب الحكومات والمواطنين.

بالأمس زرت محافظة الطفيلة الجميلة والتقيت ببعض الأصدقاء ،ووقفت على أطلال منطقة الإنزال التي قفزت بها قفز مظليين في منطقة الفجيج عام ١٩٨٧ ، وزرت محمية ضانا واستمتعت في مناظرها الخلابة و الجذابة التي تشابه جراند كانيون Grand Canyon في أمريكيا ،بعدها زرت حمامات عفرا التي هي من اجمل مناظر الطبيعة في الاردن وكنت متمنيا ان امكث اكثر ولكن للأسف الشاليهات مغلقة ولا تفتح الا في موسم السبات السياحي الأردني.

لقد اثلج صدري منظر توربينات الرياح المنتجة للطاقة والتي تعكس مستوى التقدم والازدهار في الاردن والطفيله ، تلك التوربينات التي يبلغ عددها ٣٦ توربين والتي تسمى بمزارع الرياح والموزعة على ارض بمساحة ١٤ الف دونم مستأجرة من مواطنين ممتده من الفجيج الى القادسية لحساب شركات أردنية واجنبية لإنتاج الطاقة من الرياح بما يعادل تقريبا ١١٧ ميجاوات.

لم تدم تلك الفرحة كثيرا فلقد ضاق صدري عندما عرفت بان سعر تأجير الدونم للتوربين ب ٣٠ دينار سنويا (مش يوميا) ولمدة عشرة أعوام ،وبعد انتهاء العشر سنوات يتم زيادة ٥ دنانير ليصبح ب ٣٥ دينار سنويا ولمدة عشرين عام (يعني استعمار للشركات).

بعد ان صعقت بهذا السعر قمت بالبحث عن تكاليف تأجير الأراضي للتوربينات في العالم ،حيث وجدت على موقع wind industry لشركة في واشنطن دي سي بحسب الرابط ادناه ان تكلفة تأجير التوربيني لمزارع الرياح ،تختلف بحسب الاتفاق مع المزارعين وحسب قاعدة مبنية على تحقيق ايراد وأرباح للمزارعين Rules of thumb حيث ان السعر يتراوح ما بين ٤ -٨ الف دولار للتوربين سنويا أو من ٣-٤ الف دولار للميجاوات أو من ٢-٤٪؜ من اجمالي الإيرادات gross revenues

‏http://www.windustry.org/how_much_do_farmers_get_paid_to_host_wind_turbines

وبين المقارنتين ما بين أمريكيا والأردن وواشنطن والطفيلة يبقى الاستفسار أمام الحكومة :
هل هذا عدل ويحقق قانون وخدمة تنموية للمجتمع المحلي لرفع المستوى الاقتصادي للمواطن ؟
هل من العدل ان يدفع ابن الطفيلة فاتورة الكهرباء مثل ابن عمان ؟
أين العدالة الاجتماعية والجدوى الاقتصادية ، يعني لو صاحب تلك الأرض زرعها قمح او شعير كان حقق ايرادات بالدونم اكثر من المبلغ البسيط الذي تم تأجير الأرض به الى مزارع الرياح ؟
ويبقى الاستفسار الكبير ، كيف سنتمكن من تحقيق رؤيا جلالة الملك الذي ينادي دائما برفع مستوى الفقر للمواطنين؟