لم يُبد رئيس الحكومة د. عمر الزراز في لقائه مع جمع كبير من الكتاب والإعلاميين أول امس، أي توقعات كبيرة بحلول سريعة لظروف البلد، فالرجل يشدد على أنه التركة الثقيلة الجأت البلد لخيارات صعبة، وهي جزء من حالة وطنيىة عاشتها البلد في ظروف متكررة.
مستوى الوعود عند د. عمر الرزاز لم يعد مرهونا بالبنك الدولي، ورضاه او عدمه، فالرجل بات مقتنعاً بأن استعادة المواطن وثقته هي الاهم، وذلك لا يكون إلا بتحسين الخدمات في ملفات أساسية هي: النقل والتعليم والتأمين الصحي.
وإذا تحدثت الحكومة عن نجاحات في وقف الهدر وضبط الانفاق، والتعامل مع الفساد ومحاربته بجدية، فإنها بذات لوقت تفتح الأفق لعمل جاد في ترشيق القطاع العام، وتوفير فرص عمل للشباب وتقليل نسب البطالة، وبخاصة في الوسط النسوي.
لكن الكتاب الذي التقوا الرئيس اثاروا قضايا ومنها إصلاح التعليم، ولكون رئيس الحكومة كان وزيرا للتربية فهو يدرك ما التحدي، وكيفية تجاوزه بشكل آمن وبخاصة في موضوع المناهج التي يرى أن ثمة انجازا طيبا فيها في البرامج العلمية، وهو مُقر بمشكلة المناهج الإنسانية، كما أنه معترف بوجود خلل في الجامعات، وبنفس الوقت يؤكد على أن هناك الكثير من الخير في المؤسسات، والمعلومات الموجودة في هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي هامة ودقيقة.
الحكومة تعي أزمة الجامعات المالية، وضرروة تحديث مجالس الأمناء ولذلك قدمت مشروع قانون معدلا لقانون التعليم العالي المعمول به حاليا، وبنقاط محددة.
وحين تحدثنا مع دولة الرئيس عن ازمة التعليم الراهنة، فإنه لدية الثقة الكبيرة بالمؤسسات وطاقتها وخبراتها، لكن هذا لا يعني أن لا نستثمر الفرصة الراهنة لاحداث مراجعات وتغييرات تقودنا للأفضل، في ظل الحديث عن الحاكمية والرقابة والتقييم للأداء.
في ذهن الرزاز وهو الذي كان رئيس مجلس امناء جامعة العلوم والتكنولوجيا، الكثير من الافكار ولديه تصور واضح عن هشاشة القيادات وتضارب المصالح بين القطاع الخاص والعام، وثمة مجالس امناء تحتاج لتغيير. وهو يعلم ان الاستثمار في التعليم هو السبيل الوحيد للمستقبل الأفضل، ولذلك كان لديه اول أمس اصرار على تأكيد سعي الحكومة لاحداث نقلة نوعية في تعليم رياض الأطفال، وربما يكون هذا الوعد الجديد الذي يطلقه، وهو امر بالغ الأهمية، وهو امر سينهض به وزير التربية والتعليم العالي، وهو الخبير والمعين أيضا في هذا الأمر، فهو ذو رؤية وطنية وجريئة، قد لا يعرف المداهنة والتنميق، لكنه قادر على اخذ القرارات والدفاع عنها، ويعي اهمية استقلالية الجامعات والعبث الذي طالها والهيمنة عليها. ولعل شروعه بطلب تقييم رؤساء الجامعات هو بداية لمحطة جديدة وهامة.
لقد بدا الرزاز أول امس أقل قلقًا من المشهد المحلي، وأكثر قدرة على توصيف المشهد ومعرفة مواطن الغضب، وربما كما قال الزميل عمر كلاب تحدث بصوت المحلل، لكن ذلك وإن كان، إلا أنه يعكس ارتياحاً ما بأن الموجة الكبيرة عدّت، ولهذا يجب العودة لتحسين الأداء في مسألة التصريحات، بين الفريق الحكومي، وضبط الانفاق بشكل اكثر جدية، ومعالجة التأخر في قضايا الاستثمار، وتحسين الخدمات السياحية كما تحدث الزملاء الكتاب.
الدستور