احتفلنا قبل ثلاثة سنوات بمئوية الثورة العربية الكبرى المجيدة و التي اشعلت شرارة التحرر و كونت نواة الجيش العربي و ارست قيم النهضة و الحرية. فالاردن هو وريث الثورة، و عرين الاشراف، و قلعة الاحرار من العرب. و حري بنا، و نحن على مشارف مئوية الدولة، ان تستذكر البدايات باطلاق اسم عام "الملك المؤسس" على 2021 ليكون فيه استلهام لتاريخنا مع فهم حقيقي لمعاني تراثنا الزاخر من اجل صنع المستقبل.

اكثر من اي وقت مضى ، فان الشعب العربي بحاجة الى قيادات واعية و مستنيرة تملك الشجاعة في مواجهة الحقيقة و التعامل معها، فقد ولى زمن الصراخ و ذهبت الى غير رجعة مقولة لا شىء يعلو فوق صوت المعركة. فالتحدي الحقيقي اليوم يتمثل في مواجهة صادقة مع الذات و النظر في داخلنا لمعرفة من نحن اليوم و من نريد ان نكون غدا. انها معركة الوعي و الضمير الجمعي. علينا ان نفهم ماضينا بشكل اعمق و اصدق حتى ننطلق بنجاح نحو المستقبل.

للاردن رسالة. فقد اثبت النموذج الاردني صلابته و عمق جذوره. الاردن قيادة هاشمية من ال البيت تجمع كل الاديان و المذاهب و الطوائف و الاعراق تحت رايتها و لا ينازعها في تلك الميزة احد. شعب الاردن متسامح يقبل الاخر، و ضميره نقي يحب الخير للعالم اجمع. بني الاردن على قيم الثورة العربية الكبرى و على رأسها احترام التنوع و التعددية و التأخي الاسلامي المسيحي، و على الاسلام الوسطي الحنيف.

لنجعل من عام 2021 اجمل مناسبة للتعلم من قيم الماضي، فمن لا يفهم ماضيه لا يمكن ان يصنع مستقبله. لنستذكر و نتدارس و نحتفل و نتعلم و نبتكر من اجل المستقبل. مئوية الدولة فرصة ذهبية لبناء مرتكزات النهضة الشاملة المستقبلية. ماذا لو كرسنا عام 2021 لاطلاق مشروع نهضوي رائد يجمع الطاقات و يشحذ الهمم؟

و على ابواب المئوية نستذكر كلمات الشاعر المبدع عمر ابو سالم و غناء الرائع المرحوم اسماعيل خضر: "وضاء وجهك يا بلدي...خفاق الراية للابد... تاريخك كبر ابدي... مرفوع الهامة للابد".