كان بابلونيرودا يمشي في الشوارع ويقول للناس " اني أرى الدماء تسيل من خواصركم " فقال الناس " والله لقد جن بابلونيرودا " وبعد عدة سنوات اندلعت الحرب الاهلية واصبح الاخ يذبح اخاه في الشارع ويغرز الخنجر في خاصرته فقال الناس: والله لقد صدق بابلونورودا.
وانا أقرأ المواقع الحزبية الاخبارية لفتح وحماس فتصيبني القشعريرة، ولا أصدق ان كل هذا " الشر " فينا ، وأتذكر بابلونيرودا وأسأل نفسي: هل سالت الدماء من خواصرنا ؟ هل يقتلني شيخ المسجد الذي وثقت به واعطيته صوتي وصليت من ورائه ؟ أم يقتلني رفيقي في الزنزانة ابن فتح الذي زوجته اختي وربيت اولاده في حضني ؟؟

وبأكثر صراحة : نحن نحب ايران ونتمنى لها الحياة الامنة ، ولكن لماذا تسارع لتسليح حماس بملايين الرصاص والبنادق والصواريخ ؟

وبمثل نفس الصراحة : نحن نحب الاشقاء العرب ونتمنى لهم الحياة الكريمة ، ولكن لماذا يقومون بتسليح فتح بالجنود والبنادق والتكنولوجيا الامنية ؟؟

ان ايران تقوم بتسليح حماس ..والدول العربية تقوم بتسليح فتح ليصبح عدد سكان قطاع غزة في النهاية مليون نسمة يتناقص مع وجود عشرات ملايين الرصاصات ولا يجدون رغيف خبز .

وفي النهاية سنستخدم هذا السلاح ضد بعضنا البعض ونذبح بعضنا البعض وكل هذا باسم المبادئ والدين والوطن والثورة .

وبكل حال من الاحوال يعرف الجميع من مشارق الارض الى مغاربها بان هناك بداية اقتتال داخلي فلسطيني ، فما معنى تزويدنا بالسلاح ؟؟ وهل يمكن تفسير تسليح طرفين متنازعين متقاتلين يضمران الفناء لبعضهما .

يبدو ان العقلاء اصابهم الخرس ، ولا أحد يستطيع ان يقول لا ، لا للتسلح ولو استوردنا أجهزة حاسوب للاطفال ومواد غذائية لكان ذلك اشرف للوطن وللمواطن .

يا اهل غزة - يا هل الضفة - لا تذهبوا للمسلخ ، ولا تحملوا السلاح والبنادق ، لا تذبحوا البقرة المقدسة فتكونون على ما فعلتم نادمين .

ملاحظة :اتمنى لو أن القادة يراجعون ملفات الهجرة في اوساط أهل فلسطين وكيف أصبح صقيع الغربة أرحم من نار الوطن .