الشعب الأردني منهمك هاته الأيام بتطبيق جديد على الفيس بوك، نسيت اسمه، او تناسيته بالأحرى. يقوم هذا التطبيق، بطلب صورة لك خلال فترة الشباب، ويمنحك بعد ذلك صورة تقديرية لشكلك المستقبلي في فترة الشيخوخة.
وهي فكرة ليست جديدة، ومنها نسخ سابقة، لكن الإعلان الرشيق عن هذا التطبيق جعل شهرته تطابق الآفاق ويشار له بالبنان، ويكتب عنه يوسف غيشان.
لم أطّلع بعد على التطبيق، ولا اعرف إذا كان يحدد سنوات يلج فيها الى المستقبل غير البعيد، ولا اعرف ماذا يمكن أن يرد إذا وضعت صورتي الحالية ...ربما بصورة هيكل هضمي (وليس عظمي).
لكن ما علينا!
لنتخيل تطبيقا نحشوه بمعطيات الاقتصاد الأردني الحالية، ونطلب منه تقرير الحالة بعد ربع قرن.
لنتخيل تطبيقا نحدد فيه نسب البطالة الحالية، ونطلب منه تحديد نسبة البطالة بعد ربع قرن.
تخيلوا تطبيقا يصلح للأوضاع السياسية في المنطقة ... وتداعيات ما يسمى بصفقة القرن.
تطبيق يبين متى سنخرج من بوز القنينة. وإلى أين.
لاحظوا أن هذه التطبيقات، بما فيها تطبيقنا الرئيس (أبو الشيخوخة) تقوم مقام المتنبئ والعراف، لكن يمكن التلاعب بها، يمكن مثلا تحديد تصورنا للمستقبل-مستقبلنا-عن طريق وضع صورة محددة حول الموضوع، هذه الصورة سوف تنحفر في وعينا الباطن على اعتبار ان وعينا الظاهر معدوم أصلا.
أقول ان القادم قاتم – كما نتوقع – ويمكن لهم ان يتلاعبوا به.... لكن ذلك لن يمنعنا من النضال من أجل مستقبل أفضل...إذا كنا نحب أوطاننا طبعا.
الدستور