فكرة استخدام المتسوق الخفي تعتبر خطوه صحيحه في تقييم مستوى الأداء للمؤسسات حيث ذكرت معالي وزيرة الدوله لتطوير الأداء المؤسسي ان فريق المتسوق الخفي قد نفذ 1060 زياره الى عدد من المؤسسات والدوائر الحكوميه.

وهذا عمل رائع ولكن الأهم من هذا العدد الكبير لهذه الزيارات هي النتائج حيث لم تذكر معالي الوزيره اي شيء عن نتائج ملموسه تحققت في مؤسسات القطاع العام وهل تم فعليا الأستفاده منها ام لا؟ ثم هل بينت هذه الزيارات ان هنالك مؤسسات تعمل وتقدم خدماتها بمستوى يرضي المواطنين ام لا؟

واذا ما كان هناك بعض المؤسسات التي تقوم بواجبها على اكمل وجه فمن حق هذه المؤسسات ومن باب تشجيعها على الإستمرار في مستواها وعرفاناً لها بجهودها فلا بد من ذكر اسمائها واستخدامها كمقارنه مرجعيه (Benchmark) للمؤسسات الأخرى التي تعاني من ضعف في مستوى ادائها.

وبطبيعة الحال فأن قناعتي كمتخصص في إدارة الجوده ان كل هذه الزيارات لا يمكن ان تجدي نفعا إلا في حالة واحده ألا وهي ان نعزز في موظفي القطاع العام مفهوم الولاء والانتماء لمؤسساتهم ووظائفهم وان نصل معهم الى مرحلة ان يتصرف الموظف في مكان عمله كما يحب ان يتصرف في بيته من حيث محاولة ضبط نفقاته والمحافظة عليه وكذلك ان يتعامل الموظف مع مراجعي دائرته كما يحب ان يعامل عند مراجعته لأي دائره.

نظريا يبدوالتطبيق لما ذكرت سهل لكن عمليا ذلك يتطلب فتره زمنيه طويله اذ لا بد من تغيير بعض المظاهر السلبيه في الثقافه التنظيميه في مؤسساتنا. ومن ناحيه اخرى فإن ذلك يتطلب ان يسود مبدأ العدالة والمساواه والشفافيه في القرارات الحكوميه حتى نستطيع استرجاع ما فقدنا من ثقة في مؤسسات الدوله.

كل ذلك ممكن اذا ما توافرت النوايا الحقيقيه للأصلاح في منظومتنا الأداريه والمؤسسيه لنحافظ على سمعة مؤسساتنا وتفوقنا في فترة من الزمن.