احد عشر مليار دينار هو مجموع الدين الداخلي والخارجي وهذا رقم فلكي .
ماهو مثير في هذا الصدد هو أنين الناس جراء الضغط الاقتصادي ومقابل الانين اسراف نيابي في النفقات وهو اسراف لايتوقف واذا كانت مجالس نيابية غربية قد تبرع نوابها برواتبهم لمدة عام للتخفيف عن بلادهم فـإن اغلب نوابنا يشتكون من المطالبات بتخفيف النفقات ويعتبرون ان نقد الناس لهم مجرد حسد ويعكس عدم تفهم المواطن الساذج لالتزامات النائب.
سألت نائبا عن سر قبوله كل هذه الامتيازات النيابية فكان رده ان المواطن لايترك النائب في حاله اذ يصحو كل صباح ليجد عشرة مراجعين امام باب منزله ولكل واحد قصة وعليه ان يدفع اجرة العودة من عمان الى المحافظة من جيبه الخاص وعليه احيانا ان يوفر الغداء للمراجعين مشيرا الى ان كل امتيازات النائب لاتغطي نصف نفقاته امام طلبات الناس ويضيف انه ينفق اضعاف راتبه لمساعدة هذا في دفع فاتورة الكهرباء ، ومساعدة هذا في دفع رسوم الكلية.
اذن النائب مسكين وضحية المجتمع وقد يحتاج الى "لمة"من جانب المواطنين ولايعترف احد ان هذا تشوه في دور النائب اساسا الذي تحول الى معقب معاملات او "مختار"يتبنى الثكالى وغيرهم ولايجيبك احد عن دور النائب الاساس الذي غاب اي التشريع والرقابة ، ولايدلك احد على ان هناك نوابا يحترمون دورهم ويشتغلون بطريقة تختلف ، عن هكذا طرق يتم عبرها استغلال حاجة المواطن لتبرير المطالبة بمزيد من الامتيازات.
ماينتظره الناس من الحكومة هو ذات ماينتظره الناس من مجلس النواب ، اي تخفيف النفقات فالحكومة لديها اربعون الف سيارة بحاجة الى وقود ونفقات وصيانة وهي اساطيل تحرق موازنة البلد وفي المقابل فأن النائب يتوجب الغاء جميع امتيازاته والاكتفاء براتبه فقط دون تمويل اي امتيازات اخرى من الاتصالات الى السكن وسائق السيارة ومدير المكتب وبدل السفر وغير ذلك ولعل السؤال يتلخص بكيفية اقتناع من حولنا بظروفنا الاقتصادية وهم يرون بلدا مدينا يرسل وفدا نيابيا مكونا من عشرة افراد او اقل قليلا ، في مهمات يقدر على تنفيذها نائب واحد فقط.
انعدام الثقة بين الشعب ومؤسسة مثل مجلس النواب سببه بسيط ويتلخص بكون كثرة من النواب يدخلون المجلس وهم فقراء او متوسطو الدخل ويخرجون اغنياء بطرق تبقى تثير ذهنية الناس وهو غنى يتجاوز حتى الامتيازات العادية او المعلنة واذا كان نواب الشعب لايفكرون باي مبادرة للتخفيف عن الموازنة فأنهم يعلنون بشكل واضح انهم يريدون الانفاق فيما يسدد اولادنا من دمهم نفقات سفرهم ووجاهتهم الزائفة.
أنين الشعب سببه الفقر وانين النواب تحت القبة سببه الرغبة بالمزيد فهل من مزيد هل من مزيد؟.