المقامات والمزارات الدينية في قرانا
محمد يونس العبادي
14-07-2019 07:25 PM
ما زالت المقامات الدينية في بلادنا بحاجة إلى اهتمام ورعاية أكبر، لكي يتم توظيفها ضمن موروثنا الشعبي الغنّي بمفردات زيارتها، وهو جزء من موروث شعبي تمتد جذوره إلى إرث بلاد الشام، والذي نحن بطبيعة الحال جزء منها.
وما زالت الذاكرة الشعبية نشطة، وتضج بمفردات ومفاهيم التواصل وزيارة هذه المقامات، والتي يمتاز وطننا بغناها، ولطالما مثلت مواكب زيارتها، ويذكر كثير منّا مواسمها، حتى أنها ارتبطت بمناسبات وفعاليات في كثير من قرانا، حيث لا تخلو قرية أو تجمع قرى من مقام ديني أو صحابي، يمثل كل اسم فيه حالة تاريخية واجتماعية ووجدانية.
إن الايمّان الذي تمثله هذه المقامات وطقوسها، وما تمثله من عناوين، وزيارات من الممكن أن يخلق حالة من السياحة الدينية، محلياً وعربياً، إذا تم استحضار موروثنا الشعبي في أجوائها، تدر على الخزينة دخلا وتظهر ما يمتاز به شعبنا من طقوسٍ وعادات لا تتعارض مع قيمنا الدينية .
إن هجر هذه المقامات والمزارات بالرغم من أن كثيراً منها صرف عليه مبالغ طائلة ليس حالة صحية تتسق ومفهوم التراث الشعبي الأردني، خاصة أنها مثلت حالة تاريخية تعبّر عن أوجه تاريخية لأرض الحشد والرباط التي كانت احدى عناوين الوجود الأردني.
إننا بحاجة اليوم، إلى اعادة الاهتمام بهذه الأماكن واعادة الاعتبار لها في قرانا ومدننا، وتوثيق تاريخها خاصة الشفوي وما تمثله من إرث في ريفنا، لكي نصوغ سيرتها، ونقدمها للعالم لكي نأصل للحضور الأردني وشعبه.
فضلاً عن فوائدها المالية التي من الممكن أن تسد احتياجاتها وتكلفة خدمتها وتزيد..