فأقم عليهم مأتماً وعويلاً
سمير الحياري
14-07-2019 06:20 PM
قال تعالى (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) صدق الله العظيم.
مابال مجتمعنا اليوم .. فقد غاب التسامح والعفو وطغى عند البعض الثأر وتصفية الحساب والانتقام والتصيد وقلة الدين .. واصبح الاشتباك غير النظيف السمة الغالبة لحوارات الواتس اب والفيسبوك وتويتر على وجه الخصوص .. ناهيكم عن تعميم الفيديوهات الكاذبة الموجهة والكتب "الرسمية" المزورة..
يقال ان اعقل الناس اعذرهم للناس وان التسامح من صفات الاقوياء ونقول ان الحرب الكلامية والشائعات تهدم المجتمعات وتورث الاحقاد وتعظم السلبيات على حساب الفضائل والايجابيات والانجازات ومشاعر الفضيلة والاخلاق الرفيعة.
تشير الدراسات الى ان الصفات السلبية كانت غالبة طوال السنوات قبل الثورة التكنولوجية لكن شبكات التواصل سهلتها وغذتها وساهمت بهدم القيم وتفعيل قنوات الشر وافتعال الازمات بصورة اوسع واسرع.
في دول الخليج تم انشاء حسابات واتس اب تحت مسميات مختلفة لعل ابرزها ما وصلني من الزميل الاعلامي السعودي عبدالسلام العنزي تحت بند "هيئة مكافحة الاشاعات" وهي مجموعات كبيرة تضم المئات من النخبة ورواد التواصل وترد على القيل والقال بسرعة فائقة تغتال الكذبة بمهدها .. ولعل هذا يدعونا هنا لاعادة النظر بتجاربنا الحكومية والاهلية ، من حقك تعرف الى صحح خبرك الى الحقيقة والخيال وتقييم مدى نجاعتها ومدى تأثيرها وسرعة الاستجابة لها وتصديق محتواها والثقة بها اصلاً..
عودة الى سؤال .. ما بال مجتمعنا ..؟ الحقيقة الثابتة هي ان حالة من عدم الثقة بين المرسل والمتلقي تسود في وطننا .. كما ان حالة الغفران اصبحت صفة الخالق في ظل غيابها عن المخلوق .. وراح التنابز والجدال والفسوق وعدم تقدير الموقف والتربص لمجتمع عرف بتراحمه وتواده سمة ووسماً معيباً ، وعلى الجميع ان ينتفض لطي صفحته وتعييب وتأليب ولا نقل توبيخ من يتبناه والوقوف بقوة امام هذا الكم الهائل من اللاوعي واللامسؤولية في تقييم الاراء والتعبيرات والتصريحات والصور وبث روح المحبة والايمان بالمسؤولية الاخلاقية..
اخيراً وحاشاكم نعم القائل : إذا أصيب القوم في أخلاقهم ... فأقم عليهم مأتماً وعويلاً.