البخيت والمجالي والاسلاميون والواقع ؟
ايمن خطاب
20-05-2007 03:00 AM
لست مناصرا لمعروف البخيت وحكومته ، ولا مؤيد لرئيس مجلس النواب ، عبدالهادي المجالي في تصريحاته حيال الاسلاميين في منتدى البحر الميت ، واستدراكاته – أي المجالي - لتلطيف ماقاله حيالهم من تصريحات ، وعدم قدرتهم على الحكم ، فهذا شان داخلي ، داخل دائرته الحزبية ، او العشائرية ، او أي دائرة تشكل الفلك الذي يدور فيه .لكن هل الاسلاميين فعلا قادرين على تسيير دفة الامور ؟؟ ، سؤال مشروع يطرحه عامل البوفيه في دائرة الاحوال المدنية ، والمدير العام لاية دائرة حكومية اخرى ، والميكانيكي في المدينة الصناعية ، و الاجهزة الامنية ايضا ، لان الجميع يشكلون المجتمع الاردني وهم عناصره وافراده وجماعاته !!
ذات لقاء كنت فيه مقربا من الحاكميات الادارية والادارات البلدية المعيّنة " لا المنتخبة " وتحديدا في احدى البلديات الكبرى ، في اعقاب قرار صبغها بمشروع دمج البلديات العتيد ، الذي زاد الطين بلة على البلديات ، ولم يات بجديد ، باستثناء توسيع دوائر التنفيعات ، ومنح النيابات اعطيات اتسعت رقعتها بعد ان كانت محصورة في مدينة ، نحو استحداثات مناطقية ، تاليها " كان تفاقم مديونية البلدية ووصلت الى ( ....) ، يبدو اننا خرجنا عن السياق !!
انذاك " وفد من جبهة العمل الاسلامي النيابي زار البلدية ، قوامه " كتلة معارضة " ، مطلبياته اتسمت بنوع اثار " عجب " الحضور ، لا " اعجابهم " ، كتيار معارضة " وقف طنين ساعة المدينة ، التي استحدثتها البلدية انذاك ، باعتبارها مؤشرا نصرانيا ، في دولة دينها الاسلام "، وضرورة الضغط باتجاه تغيير اسم " سوبر ماركت " اسمه " اليرموك " ويبيع المشروبات الروحية ، وبالتالي فذكرى المعركة الخالدة لخالد بن الوليد ، لا يفترض ان تزين يافطة بيع " منكر" ومطلبية ثالثة بازالة احبال الزينة المضاءة عن اعمدة الكهرباء اقتصادا للطاقة ، وهذه المطلبيات كانت الابرز وتبعها هرقطات كثيرة!!!
لن اقف عند المطلبيات حتى لا اتهم من " النائب الدكتور ( ....) باني من دعاة " ولا تقربوا الصلاة " دون اقرانها " وانتم سكارى " لكن وفدا نيابيا يمثل توجها ، حينما يزور محافظة ذات وزن جغرافي وسكاني على صعيد وطن ، لا بد وان في فكره الخدماتي وحتى السياسي ، حملا اكبر من ذلك بكثير ، لا سيما وان محيط الزيارة ، بمقاييس الجغرافيا الانتخابية واصواتها ، كبير ، وبالتالي بفترض انها – البقعة الجغرافية - هدف في سياق الحشد ، باتجاه تشكيل الحكم او الاستحواذ عليه .
الاردن ، دين الدولة في دستوره الاسلام ، وبالتالي هو ليس علمانيا ، لكنه في ذات الوقت ليس دولة شريعة اسلامية ، ومن هنا جاء تعاطيه مع الامور الحياتية لمواطنيه ، استنادا لمفاهيم اقتضتها الظروف ، وفيها عولمة اقتصادية ، الشواهد تدلل انها مفروضة منذ عقود ، وجاهل من يقول ان العولمة وليدة بضعة سنوات خلت .
والاردن منذ التاسيس كانت النظره اليه من الجوار، انه لا شيء ، افتراضا الى ان هذا الجوار هو الاساس ، متناسيا – أي الجوار - انه اقتطع من كل ، واريد له ان يكون كيانا هشا ، لكن ارهاصات الامة ، وبحث الزعامات عن مواقف بطولة ، اقتضت تسويق قصص وروايات تلقي بالتداعيات التي تعاني منها هذه الزعامات على الاردن ، وانه لا بد ان يتحملها ، والاليات والادوات تقتضي ان يكون لها امتداد فيه ، وفق شرائع دينية تارة ، او مذهبية اخرى ، او فكرية ثالثة ، او غير ذلك رابعة !!؟؟
لا يلام عبدالهادي المجالي ، ان صرح بصفته رئيسا لمجلس النواب ، وقائدا حزبيا تنقل بين "حزب فردي مرة ومدموج مرة اخرى ودامج ثالثة " ان قال ما جادت به القريحة حيال الارتباطات الخارجية ، والاحزاب الاردنية وما هي عليه راهنا ، او ارتهانها للتعليمات ، فهو شخص ربما بحسن نية ؟؟ عبر عما يريده المواطن الاردني ، المسلم ، غير المرتبط بمذهب ، او توجه ، او تيار او حزب .
للامانة .. اقر اني لست بعاشق لمن اسلفت ذكرهم ، واضم اليهم " امناء احزاب المعارضة كلهم " وحتى احزاب الموالاة ، لاني ببساطة ، اردني من اغلبية صامتة ، هي اغلبية الحقيقة ، وهي – أي الاغلبية - غير التي تتنازعها الحكومة والمعارضة ، لان المسالة ببساطة ، هنالك بشر يشكلون اكثرية همهم وطن اسمه الاردن ، وترابه مقدس لديهم ، والمزايدات والارتباطات سواء كانت " حماسية " او" انقاذية " او ذات " حشد " او " بعث " او " قاعدية " فهي ليست في حساباتهم !!
Ayman65jor@yahoo.com