حين يدرس باحث ثقافة مجتمع من المجتمعات يتجه نظره الى اي المصادر يستمد الناس منها ثقافتهم ومعلوماتهم وافكارهم من السلف والافكار الموروثة والتجربة والخطأ من الزعماء والقادة او من افكار مجتمعات اخرى.

فالثقافة لا تعتمد على مصدر واحد كما انها لا تعتمد على تعريف واحد، وانما الى عدة مصادر والمهم هو قيمة كل مصدر من هذه المصادر وقدرته على التأثر والتأثير في الثقافة الجمعية والمخزون التراكمي، فهناك التراكمية والنقل والمحاكاة والتقليد والاقتباس والتمثيل والابتكار والخلق وهناك الاصلاح المستمر والاضافات والتوازن الطبيعي في نموها.

فالاصلاح الثقافي يكون بطيئا وقد يأخذ اشكالا عدة منها الاحتفاظ بالمضمون الثقافي القديم وقد يتم التعبير عنه بصور واشكال تقليدية او جديدة او ان لا يكون الاختلاف قدر الامكان، ان ما يحير الآن اسئلة الكم والكيف ولعل هذه الحيرة قد بدأت بالظهور لأننا نمر في مرحلة سريعة من التغيرات تتطلب السعي المتواصل لخلق الرغبة في التقدم على اعتبار انه ضرورة من ضرورات ثقافتنا، والتقدم الذي نفهمه امل وحاجة كما انه عمل عمل وجهد وتنظيم حتى لا تتحول طاقاتنا الثقافية مجرد استجابة وردود فعل وهنا.

نشير في عجالة الى ملكية العناصر الثقافية ومدى توفرها لافراد المجتمع كافة، ونطمئن لتوزيعها الطبقي. حتى لا نجد انفسنا بين ثقافتين بحيث تعتمد الاولى على المصادر التقليدية في معرفتها وخبراتها وسلوكها ومشاعرها وفنونها والثانية على مصادر اجنبية تتنكر للأولى باستعلاء وزهو والنتيجة اضطراب في المعايير قد يخرجنا عن اعتزازنا بالماضي واملنا بالمستقبل