نحتاج احيانا لان نكون مختلفين ان نبتعد قليلا عن كل من حولنا ان نجد لنا مساحة تعيد اكتشاف ذاتنا.
رحلة العمر ليست فصلا واحدا ولن تكون في كل فصل من فصولها لنا بها شيء ما يغيرنا ويعيد تكويننا النفسي من جديد.
نحتاج لان نكون مختلفين كي نرى الاخرين من حولنا بالابتعاد فقربنا ممن نحبهم قد لا يترك لنا مساحة لان نراهم كما هم.
ان نكتشف كيف نكون بابتعادهم وكيف لهذا الابتعاد ان يغيرنا..
نحتاج لان نهرب من واقع حياة الى قدر من الاحلام التي بها نحقق جزءاً من ذاتنا.
والاحلام هي مكانة اخرى تمنحنا القدرة على تقبل الواقع بطريقة مختلفة ايضا لنتمكن من المضي برحلة العمر
نحتاج بالحياة مع انفسنا ومع الاخرين ان نكون اوفياء.
وان نبتعد قليلا لنرى تلك اللوحة التي اعتدنا على المرور من امامها دون التوقف امامها كثيرا لانها معنا ونمتلكها وأصبحنا غير قادرين على رؤيتها واكتشاف تفاصيلها الاخرى
نحن بالابتعاد لا نهرب من قلوبنا من ملامحهم من ذكريات كانت لنا معهم.. ولا نهرب من اعماقنا من واقعنا لكن كل ما في الامر اننا نحتاج لان نعيد توازننا بالحياة
ان نكتشفهم من جديد ونكتشف ايضا انفسنا..
علنا نكتشف ان تلك اللوحة التي تملكناها يوماً ما واعتقدنا انها لنا بكل جمالها هي اجمل وانقى بمكان اخر
فذاك الابتعاد يمنحنا الكثير دون ان ندرك وعندما ندرك ذلك نكون مختلفين تماما كابتعادنا..
لا ننسى لنكون اوفياء
نحن عندما لا ننسى لا يكون بالضرورة لنا قلب حاقد كل ما في الامر اننا نحمي قلوبنا نغلفها بمساحة ما تحمينا من الالام وخيبات جديدة.
عندما لا ننسى كلمة جارحة.
موقف ما آلمنا.. نكون اوفياء لمن جرحنا لانهم لم يكونوا يوما ما عابرين في حياتنا
فالعابرون فقط لا نتوقف امامهم وعندهم كثيرا.
عندما لا ننسى نحن نمارس حقنا الطبيعي بان نحمي قلوبنا
فوراء كل كلمة جارحة وكل موقف مؤلم نولد من جديد
نعيش فصول السنة باكملها ويعترينا خريف يسقط الكثير منا
ونستمر اما بسبب الظروف او لعدم رغبتنا بخسارة من نحب لان الحب هو ايضا يمنحننا القدرة على ان نغفر ونبرر ونتجاهل مرة ونسامح مرات
لكننا لا ننسى ولسنا بحاقدين.
تعب لا يليق بنا..
لم نعد نقوى على الاحتفاظ بعلاقات متعبة.
لم يعد بالعمر متسع لان نخوض علاقات وتجارب تتعب ايامنا
لم نعد نقوى على ان نحتفظ بمن يطالبوننا دوما بان نفتح قلوبنا لهم ونحتويهم ونتفهمهم وهم بارعون في اتعابنا بالقدر الذي لم نعد به نمتلك الرغبة بالاستمرار
لكل منا حكاية الم..
لكل منا قدرة على تحمل الاخر..
لكل منا رغبة بان يبحث عن مرفأ آمان بالاخر..
ان لا نمضي بتلك العلاقات الا ونحن نبحث بها وبهم عن مساحات جميلة بالحياة..
فلم يعد بهذا العمر متسع لان تاخذنا هذه العلاقات الى تبرير ما باعماقنا.. والتفكير الكثير بكل كلمة او موقف كان يجب ان يجدوا مكانهم الطبيعي بنفوس من نحب لانهم يمتلكون القدرة على رؤية ما بانفسنا كما تكون العلاقات التي نرغب بها ان تستمر.
نحن لا نغادر من نحبهم..
ولا تمتلكنا الرغبة بانهاء علاقات كانت لنا يوما ما جميلة
لكننا لم نعد نقوى على تعب اخر
لم تعد قلوبنا تقوى على الاستمرار باحتوائها من يرى الحياة بلون واحد فقط لا يمنح ذاته لان يرى كل ما حوله بنظرة واحدة مختلفة
نفوسنا تتوق للفرح..
قلوبنا تبحث عمن يمنحها نبضات تعيد له رونقه ولا يغادرها وان مضى ....
فان كان بالعمر متسع بعد فاجمل ما به تلك القلوب والنفوس التي تمنحنا الامل بالايام القادمة
التي كلما لمحت دموعاً بعيوننا زرعت بقلوبنا فرحاً سيأتي يوما ما
التي كلما تلمست يأسنا وخيباتنا لم تبقينا عليها وفتحت لنا نافذة اخرى من الحياة ان لم نتمكن من رؤيتها كما هي لم نفقد الامل بوجودها
فالحياة ليست لوناً واحداً نحن فقط نختار بكل ما يمر بنا ان نرى الوانها الاخرى التي تنتظرنا فان لم نراها نحن ولم يمنحنا من نحب فرصة ان نرها ستمضي تاركة وراءها لنا حياة بفصل واحد فقط..
الرأي