المحارمة .. شاب طموح يُعيد أمجاد الجزيرة
11-07-2019 07:22 PM
عمون - يعتبر محمد يحيى المحارمة رئيس الجزيرة الأردني، أحد أصغر رؤساء الأندية المحلية سنًا، لكنه على قدر كبير من النضج والطموح.
وقبل 3 سنوات، تسلم المحارمة (39 عامًا)، رئاسة نادي الجزيرة خلفاً لسمير منصور، وخلال فترة وجيزة تفوق على نفسه بإعادة فريق كرة القدم لقمة أمجاده الكروية، ليسطّر قصة نجاح تستحق الرواية من البداية حتى النهاية.
*البداية.. لاعب كرة قدم
تُعرف عائلة المحارمة بعشقها الكبير لكرة القدم، وقدمت عدة نجوم رفدت من خلالها الكرة الأردنية، يبرز منهم عبد الهادي ومهند المحارمة.
وكان محمد يحيى المحارمة، أحد المواهب، حيث سرعان ما تفتحت "نوارة" موهبته الكروية، وبحكم عشق والده لكرة القدم، فقد وجد الدعم والمساندة، ليتدرج بفرق الفئات العمرية لنادي سحاب.
وبدأت موهبة المحارمة تزداد نضوجًا، حتى انتقل بعد ذلك لصفوف الأهلي كمدافع صلب، ومعه قدم مستويات فنية مميزة.
ودخل المحارمة بعد ذلك عالم التجارة، حيث استطاع فرض نفسه في هذا المجال، بفضل عقليته الاحترافية وجدارته الإدارية، وبات من رجال الأعمال المعروفين.
*عشق يستمر
رغم انشغال المحارمة في تجارته وأعماله الخاصة لبضع سنوات، إلا أن عشق كرة القدم، ظل يلاحقه طيلة فترة عمله، فحكاية العشق بدت متبادلة، حتى ترأس نادي الجزيرة.
وفي أول تصريح صحفي للمحارمة بعد تسلمه رئاسة الجزيرة، قال "سنعمل على إعادة أمجاد الفريق صاحب التاريخ العريق".
وأضاف "نسعى لتهيئة فريق قادر على تقديم كرة قدم جميلة وممتعة، تلبي الطموحات، نمتلك استراتيجية شاملة للنهوض بالفريق الأول والفئات العمرية".
ونوه "سنجتهد من أجل العودة لمنصات التتويج الذي غاب عنها الفريق لعقود طويلة أملًا في المنافسة بقوة على ألقاب البطولات المحلية، وبما يضمن لنا تمثيل الأردن آسيويًا".
ولم يأت المحارمة لنادي الجزيرة، بحثاً عن مظهر أو مصلحة، لكنه كان يمتلك تحدياً خاصاً بينه وبين نفسه، بإعادة فريق كرة القدم لمنصات التتويج بعد غياب طويل.
ونجح المحارمة في تعزيز صفوف الفريق والتعاقد مع مدربين جيدين أثروا مسيرة الفريق، وكان يحرص على حضور التدريبات ويلتقي اللاعبين باستمرار لتحقيق الهدف المرجو والمتمثل في صعود منصات التتويج.
وعانى الجزيرة من سوء توفيق، لكن الثقة بقدرات الفريق ظلت قائمة ومتجددة، حيث كانت صفوفه مليئة بالمواهب الأبرز على صعيد كرة القدم الأردنية.
وبعد غياب امتد لنحو 32 عامًا عن منصة التتويج، كان الجزيرة في موسم 2018، يستعيد ذكريات الماضي، ويتوج بطلاً لكأس الأردن بعهد المحارمة.
وهنا نجح المحارمة بجهوده ومثابرته وطموحه الواسع في إنجاز المهمة، حيث فك "عقدة" الألقاب التي استمرت طويلًا، ليدخل تاريخ النادي من أوسع الأبواب، ويطوق بالتالي بمحبة الجماهير.
وكان المحارمة قريبًا من تحقيق المزيد من طموحات جماهير "الشياطين الحُمر"، عبر إحراز لقب الدوري، لكن تخلف الفريق بفارق نقطة واحدة فقط عن البطل الفيصلي.
ولم يتوقف طموح المحارمة عند حدود هذا الإنجاز، فاللقب القاري كان بمثابة الأمل الذي يحدوه من كل صوب، فعمل على تهيئة الظروف واستعد للمهمة الجديدة.
وبلغ الجزيرة بعهد المحارمة نهائي منطقة غرب آسيا لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي، وعاد في الموسم الحالي وكرر الظهور في النهائي، حيث ينتظر مواجهة العهد اللبناني.
ورغم قضية الحجز المالي على جميع ممتلكات النادي، إلا أن المحارمة ما يزال يسير بفريق الجزيرة في الطريق الصحيح. (كورة)