سلام على الشهداء أمس وهم يعودون الى وطنهم محمولين على مناكب الرجال.. سلام عليهم وهم يسجّون بين يدي قائدهم الاعلى ، والحزن في عينيه يكاد يغرق الدنيا.. سلام على شهدائنا الذين كانت دماؤهم رسالة سلام للعالم اجمع.
سلام عليهم وهم يدفعون بارواحهم في سبيل امن العالم.. هذا قدر اردننا ، ان يكون ملاذا لكل باحث عن الامن والسلام والطمأنينة ، وهذا قدر جيشنا العربي ، ان يكون مدافعا عن حقوق المظلومين ، وان يمسح رجاله على كل جرح ، حتى لو كان صاحبه في اقاصي الارض ، هكذا ارادهم ملوك بني هاشم وهكذا كانوا.. سلام على النساء الثكالى ، والاطفال اليتّم والنساء الارامل والأباء المكلومين ، وهم يستقبلون شهداءهم ، قابضين على جمر الصبر والاحتساب.
امس ، ونحن نرقب لحظات اللقاء المرّ ، وجثامين الشهداء تهبط من الطائرة ، كانت مواكب شهداء الاردن منذ اكثر من قرن ، وكأنها جميعا تمر من امام اعيننا في لحظة واحدة.. فالاردنيون تعودوا على عطاء الدم والروح منذ الازل ، فاضرحة شهدائهم تنتشر على بسيطة الارض العربية ، يهبون دوما مدافعين عن المظلومين ، ويواجهون الظلم بجسارة الحق ، وامتد عطاؤهم ليصل بقاعا واسعة من الارض حفاظا على امن الشعوب ، رغم القلة والضيق والجدب ، يهبّ الاردنيون خلف قائدهم ، يلبون نداءه كلما انطلق في الآفاق ، للدفاع عن حق مسلوب او امن ضائع او طمأنينة مفقودة ، حتى لو كانت في اقاصي الارض.
في كل بيت اردني حزن ، فالشهداء الذين مضوا ، لم يكونوا ملك اهلهم فقط ، فهم ملكنا جميعا ، ابناؤنا واخواننا فقدناهم في سبيل الواجب والدفاع عن الحق ، وعزاؤنا اننا كما قلنا ، شعب جُبل على الفداء ، فسلام على شهداء جيشنا العربي ، واجهزتنا الامنية.. سلام عليهم كلما طلعت شمس ، وان غابت نجوم. وتحية العزاء نزجيها لوطننا ومليكنا صاحب التاج ابي الحسين.
** الزميل الكاتب رئيس تحرير يومية الدستور ..