حتى تكوني امرأة متوازنة ممارسة الملاكمة بانتظام
أنس زكريا
10-07-2019 12:45 PM
يشيع بين العامّة اعتقاد خاطئ مفاده أنّ رياضات الفنون الدفاعية والقتالية تؤثر على المرأة و تفقدها أنوثتها، إلا أنّ المتخصصين من الأطباء والمدربين المحترفين يؤكدون أنّ هذا النوع من الرياضة على وجه التحديد يعتبر من أهم وأفضل الرياضات التي يمكن أن تمارسها السيدات في المراحل العمرية المختلفة، فهي تستهدف الصحة الجسدية، العقلية، الذهنية، والصحة النفسية.
وبالذهاب لما هو أبعد من ذلك، فإنّ لها دور هام في تعزيز الأنوثة، حيث أفادت دراسة كندية حديثة، أجراها باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية فى كندا، ونشرت نتائجها مجلة Physiology of Sport and Exercises ، بأن ممارسة الملاكمة الفردية مع مدرّب محترف لمدة 30 دقيقة لثلاث مرات أسبوعيا، تجعل النساء يتمتعن بمشاعر أكثر رقّة، وبرضا نفسي عن أجسادهن، خاصة مع انتشار عدم رضا السيدات عن مظهرهن بالرغم من تمتعهن غالبا بأجساد رشيقة.
من الحقائق العلمية المؤكدة التي باتت معروفة للعامّة، أنّ هرمونات كثيرة ومختلفة تتحكّم في الحالة النفسية والصحة الجسدية للنساء، في مراحل أعمارهن المختلفة، ومن أهمها:
- هرمون الاستروجين (الهرمون الأنثوي) المؤثر في الحالة المزاجية والثقة بالنفس.
- هرمون التستستروين (هرمون الذكورة) الذي يعطي المرأة الثبات والاتزان.
وغيرها الكثير من الهرمونات مثل هرمون النمو، الكورتيزول، والأندروفين، وأي خلل في إفرازها بالنسب الطبيعية (لسبب عضوي، أونفسي، أو عند انقطاع الطمث، أوغيرها من الأسباب) يصيبها بعدم الاستقرار النفسي وقلة التركيز، وتظهر عليها شدة الانفعال وتقلب المزاج وربما الاكتئاب، ناهيك عن هبات السخونة وألم المفاصل والعضلات، وهشاشة العظام الأكيدة، وغيرها.
كما أكّدت دراسات علمية متعددة على التأثير الإيجابي للتمارين الرياضية التي تمزج بين الكارديو والحديد وتشغيل الذهن والأطراف، (إذا ما تم ممارستها بوتيرة منتظمة)، على ضبط الهرمونات الأساسية في مختلف المراحل العمرية للسيدات، والتي ينتج عنها حيوية الجسم، وأدائه لوظائفه بشكل صحيح، وبالتالي التمتع بصحة أفضل، وعدم اكتساب الوزن وتجنب تراكم الدهون، والتمتع بصحة نفسية سليمة ومزاج مستقر.
وجدير بالذكر أن الملاكمة من أهم الأمثلة على تلك الرياضات المشار إليها، إذ أنّ هناك مجموعة من التمارين مثل القفز بالحبل ورفع الأثقال خفيفة الوزن يمارسها الشخص خلال حصة الملاكمة.
ويمكننا أن نوضح باختصار فوائد ممارسة هذه الرياضة للسيدات كما يلي:
- تعزز من القدرات العقلية والذهنية؛ وذلك لأنها تعتمد على التناسق بين اليد والعين، حتى يحمي اللاعب نفسه من الضربات.
- تساعد على تفريغ الطاقات السلبية والضغوطات والتوتر والقلق والخوف، وحتى مشاعر الغيرة أو الحسد، وبالتالي التخلص من أي ضغط نفسي.
- تساعد على التحكم والسيطرة على الإنفعالات ونوبات الغضب.
- تساعد على التحكم في المشاعر ومعرفة القدرات والمهارت ونقاط القوة والضعف لدى الشخص ولدى الخصم المقابل له (حتى لو كان كيس الملاكمة)، مما يؤدي إلى التغلب على العقبات والتحديات على مستوى الحياة الشخصية أو العملية.
- تساعد على شد الجسم وتشغيل كل العضلات، لأنها تعتمد على حركات سريعة ومتكررة، وبالتالي تقوي الذراعين والساقين، وتساعد على التخلص من ترهل الذراعين والأفخاذ، الناتج عن خلل الهرمونات أو التوتر الذي يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الكورتيزول، أو نتيجة التقدم في العمر.
- تساعد الحركات المتكررة على تقوية العظام، وتزيد مرونة مفاصل الساقين والذراعين، وتقوي الأوتار والأربطة، وتمنع الإصابة بمرض هشاشة العظام.
- تساعد على بناء قلب قوي، وزيادة كفاءة أداء القلب والأوعية الدموية، بسبب تناوب رفع معدل النبضات وخفضه.
الخلاصة:
أنصح كل سيدة بخوض هذه التجربة الفريدة، وليس شرطاً أن تكون الملاكمة ضدّ خصم، يمكنكِ ممارستها مع المدرب الشخصي، أو من خلال الالتحاق بالحصص الجماعية، للتخلص من ضغوطات الحياة ومواجهة التحديات، وستساعدك حتماً على استخدام قوتك الداخلية وصقل مهاراتك الحياتية، وستلاحظين بعد ثلاثة أشهر من الممارسة المنتظمة، تأثيرها الإيجابي على شخصيتك وأنوثتك، وشعورك بالقوة والثقة في قراراتك وتحليلاتك وقراءتك للأشخاص والمواقف، مما سيكسبك الحكمة والصلابة والشجاعة، والقدرة على استقبال الضربات الموجهة إليك في الحياة بأقل الخسائر كما لو أنّكِ في الحلبة.
باختصار أنتِ بعد هذه التجربة: "نجحت أن تكوني أنثى قوية ومتوازنة، وغير قابلة للكسر أو الهزيمة".
*(مدرب شخصي معتمد، مدرب ملاكمة، وباحث في العلاجات السلوكية بالرياضة)