تثير قرارات الحكومة القطرية وهيئة الاعتماد الكويتية سؤالاً مفصلياً حول الجامعات الأردنية ومدى جاهزيتها وقدرتها التنافسية بعد أن خفضت اعتماد جامعاتنا المعتمدة إلى ست وخمس جامعات، وهو أمرٌ يجب أن يدرس بعناية واهتمام كبيرين من قبل الجامعات كافة خاصةً المعنية منها، ويتطلب ذلك التوقف عند نقطتين؛ الأولى تتعلق بعضو هيئة التدريس وضرورة إعادة الهيبة إلى شخصيته بحيث يعود إلى ألقه ودوره العلمي والفكري والأكاديمي بعيداً عن أي لغة لا تتناسب معه؛ خاصةً أن دوره مهم في التصنيفات العالمية، والمراقب للمشهد من الداخل يلمس بس?ولة أسباب تأخر الجامعات في التصنيفات العالمية؛ فحين تسود روح المؤامرة والغيِرة والبغضاء والحسد بين الزملاء تبدأ الكارثة، وبدل أن ينجز بحثاً أو يعمل على براءة اختراع علمي ينشغلُ في الرد على الترهات والافتراءات، ويعملُ على تحصين نفسه ضد أي تُهم تنال سمعته العلمية.
إنّ بيئة البحث العلمي تحتاج إلى تركيز وتفرغ عقلي كامل لكي تظهر النتائج وتنعكس على المؤسسة العلمية برمتها، وفي دول العالم المتقدم تسعى الإدارات الجامعية والكليات والأقسام الى دعم أي عضو هيئة تدريس يبادر إلى إنجاز علمي، فتراه يتصدر الأخبار ويُحتفى به ويعطى الدعم المالي اللازم وتحتضنه جامعته كما تحتضن الام طفلها، كيف لا وهي تعلم كل العلم ان انجازه سينعكس على المؤسسة وعلى مكانتها العلمية بين الجامعات، كما وانها ستعزز روح الانتماء عند كل عضو هيئة تدريس ليبدع ويقدم ويعطي افضل ما عنده، وللأسف تشاهد وتسمع وتقرأ اف?اراً مريضة لا تمت للواقع بصلة ولا تنم عن وعي او مسؤولية ولا هدف لها غير الاساءة والاحتكام الى اللاعقل، يضاف الى ذلك ضرورة الالتزام بمعايير الشرف الأكاديمي بحيث يكون الاستاذ على مسافة واحدة مع طلبته كافة.
والثانية مدى التزام الجامعات الأردنية التي خرجت من الاعتراف بضوابط ومؤشرات الاعتماد الوطنية والعالمية، وضرورة متابعة ذلك للوصول الى تصويب الخلل، وإعادة الجامعات إلى خط المنافسة والاعتراف، ومسؤولية هذه الجامعات اتجاه طلبتها وخريجيها، والحقيقة أن الجامعات الأردنية تتقدم وتنال سمعة علمية مرموقة، ولا يمكن ان تتوقف عن الإبداع والإنجاز والتطوير وتصويب المسيرة في سبيل أن تحقق المكانة الأميز بين مثيلاتها الإقليمية والعالمية، الأمل بالجميع ان يشمروا عن سواعد الجد للاستمرار في خط التقدم والتطوير والمنافسة.
وبعد من حق الدول أن تقرر إلى أي جامعة ترسل طلبتها، والجامعات الأردنية ترسل مبعوثيها إلى أول مئة جامعة حسب التصنيفات العالمية؛ فلماذا لا تنزعج الدول المعنية التي تربطها بِنَا بعلاقات من قرارات جامعاتنا، المطلوب أن نأخذ هذه القرارات على محمل الجد لتحسين الجودة والتميز والبحث العلمي، وتحية صادقة من القلب للجامعة الاردنية التي حققت مراكز متقدمة بين جامعات العالم في تصنيف «التايمز البريطانية» وغيرها من التصنيفات.
الراي