الفريحات يزيل غبن المتقاعدين المظلومين
د. محمد حيدر محيلان
09-07-2019 11:57 PM
في سابقة رشيدة وحكيمة ومنصفة لرئيس هيئة الاركان المشتركة الفريق الركن محمود فريحات أعلن امس في لقائه المتقاعدين العسكريين إلى توجه القيادة العامة لتحسين أوضاع المتقاعدين ممن تقاعدوا قبل عام 2010 بداية العام القادم بكلفة تزيد عن (78) مليون دينار سنوياً، مؤكداً أنهم يستحقون ذلك لما قدموه من خدمة للوطن والقوات المسلحة، كما أكد على أهمية احترام الجميع لسيادة القانون فقد ظلم هؤلاء اثناء التعديل الاخير على رواتب زملاءهم ، ونحن نصفق لهذا القرار العادل والشجاع، والذي يزيل الغبن والقهر عن فئة من المتقاعدين العسكريين، ظلمت وعوقبت بدون ذنب ،الا انها قوعدت قبل قرار الزيادات الاخيرة على رواتب العسكريين، وكانت الزيادة وفيرة واصبح هناك فرق شاسع بين المتقاعدين لنفس الرتبة الواحدة بفرق ايام، مما سبب الحنق والاسف لدى البعض والاحساس بالظلم بعد هذه السنين من الخدمة والجد والسعي للعيش بكرامة، وتوفير تقاعد مقبول يحفظ ماء الوجه من التردد على الوظائف عند اصحاب الاعمال لستر الحال .
نعم نثمن القرار المنصف والعادل للباشا الفريحات والحق يقال، ان جميع القرارات الصادرة بعهده جريئة وعادلة وتستحق الاحترام والتقدير.
المتقاعدون العسكريون هم فعلا الرديف الحقيقي للجيش العربي والأجهزة الامنية ، فهم أهل الخبرة والمعرفة ، القادرة على تقديم النصح والتدريب في جميع المجالات العسكرية والعلوم المختلفة الاخرى، وهم الاغلبية الصامتة والجاهزة على اهبة الاستعداد اذا دعا داعي الحمى للنفير والذود عن الاردن وأهله لا سمح الله ولا قدر، وهم القادرون على حمل المسؤوليات الوطنية الثقيلة، والراسخون والثابتون اذا تحول المتحولون والمتلونون، اصحاب الجنسيات المتعددة والحقائب المجهزة للاقلاع اذا انتهت مصالحهم ووظائفهم، غير آبهين بارض او عرض او وطن، لا يربطهم بالاردن سوى المصلحة المادية المحضة فاذا انتهت انتهوا وتحولوا لبلد آخر .
وليس موقف وقرار رئيس هيئة الاركان المشتركة الجريء الا ترجمة لرغبة واهتمام جلالة الملك الدائم والمستمر والداعي دوما لتحسين اوضاع المتقاعدين العسكريين، الذين يقفون صفا واحدا منتمين لاردنهم،وخلف قيادتهم الحكيمة، وهم يشدون على يده الكريمة، ويقفون دائما معه في جميع مواقفه المشرفة من القضايا المحلية والعربية والدولية، وبالذات قضية القدس وفلسطين.
إن هؤلاء المتقاعدين، هم فعلا القادرون على التأثير الإيجابي في مجتمعاتهم وعشائرهم وقراهم ومدنهم، وأنهم الحائط المنيع الواقف في وجه الفتن والإشاعات المغرضة التي يحاول مروجوها ألفت في عضد الامة وتماسكها، والنيل من دور الأردن الثابت من قضايا امته العربية، والتشكيك بمنجزاته التاريخية، ومواقف قيادته المشرفة في كل المحافل الدولية والعربية.
نشد على يديك محمود باشا فقد شكا هؤلاء وتظلموا كثيرا ولم يسمع لهم احد، وطرقوا ابوابا كثيرة ولم تفتح لهم، وننتظر موقفا آخرا من عطوفتكم ينتصر للمتقاعدين من تغول بعض الجامعات، وانقلابها على مكرمات جلالة الملك الممنوحة لهم، لتدريس ابناءهم وبناتهم، وممارسة بعض اداراتها التنكيل والتعذيب في قبولهم احيانا والرفض احيانا اخرى، وتاخير قبولهم ومعاملاتهم الرسمية، كانما يشحدون او يتوسلون القبول منهم او يوزعونها صدقات عليهم، متناسون جلهم، ان هذه المكرمات ارادة ملكية سامية، وبقانون ولا يجوز رفضها او مماطلة حاملها.
محمود باشا شكرا لقرارك الجريء، فقد تنصف هؤلاء وتزيل الظلم عنهم، والعقوبة بلا ذنب اقترفوه، وفعلا هي لفتة كريمة من رجل حكيم وكريم ستذكر لك.