الجامعات الأردنية أمام اختبار صعب .. !د. محمد القضاة
09-07-2019 02:39 PM
تثير قرارات الحكومة القطرية وهيئة الاعتماد الكويتية سؤالا مفصليا حول الجامعات الاردنية ومدى جاهزيتها وقدرتها التنافسية بعد ان خفضت اعتماد الجامعات الأردنية المعتمدة إلى ست وخمس جامعات، وهو امرٌ يجب ان يدرس بعناية واهتمام كبيرين من قبل الجامعات كافة خاصةً المعنية منها، ويتطلب ذلك التوقف عند نقطتين؛ الاولى تتعلق بأعضاء هيئات التدريس وضرورة إعادة الهيبة الى شخصيته بحيث يعود الى ألقه ودوره العلمي والفكري والأكاديمي بعيدا عن أي لغة لا تتناسب معه؛ خاصةً ان دوره مهم في التصنيفات العالمية، والمراقب للمشهد من الداخل يلمس بسهولة اسباب تأخر الجامعات في التصنيفات العالمية؛ فحين تسود روح المؤامرة والغيِرة والبغضاء والحسد بين الزملاء تبدأ الكارثة، وبدل ان ينجز بحثا او يعمل على براءة اختراع علمي او يشارك بفعالية في المؤتمرات العالمية ينشغلُ في الرد على الترهات والافتراءات، ويعملُ على تحصين نفسه ضد أي تُهم تنال سمعته العلمية؛ فأي روح معطاءة ستبقى عنده حين يشعر أنه مهدد في رزقه وعمله، وأي انموذج هذا الذي يعيش في عقلية المؤامرة على غيره، وأي تقدم يحصل اذا انشغل الجميع ببعضهم بعضاً، وأي منافسة تصل اليها الجامعات!؟ إنّ بيئة البحث العلمي تحتاج الى تركيز وتفرغ عقلي كامل لكي تظهر النتائج وتنعكس على المؤسسة العلمية برمتها، وفي دول العالم المتقدم تسعى الادارات الجامعية والكليات والاقسام الى دعم اي عضو هيئة تدريس يبادر الى انجاز علمي، فتراه يتصدر الاخبار ويُحتفى به ويعطى الدعم المالي اللازم وتحتضنه جامعته كما تحتضن الام طفلها، كيف لا وهي تعلم كل العلم ان انجازه سينعكس على المؤسسة وعلى مكانتها العلمية بين الجامعات، كما وانها ستعزز روح الانتماء عند كل عضو هيئة تدريس ليبدع ويقدم ويعطي افضل ما عنده، وللأسف تشاهد وتسمع وتقرأ افكاراً مريضة لا تمت للواقع بصلة ولا تنم عن وعي او مسؤولية ولا هدف لها غير الاساءة والاحتكام الى اللاعقل، يضاف الى ذلك ضرورة الالتزام بمعايير الشرف الاكاديمي بحيث يكون الاستاذ على مسافة واحدة مع طلبته كافة. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة