يبدو ان الملك بدأ يأخذ على عاتقه هو شخصيا مهمة الاصلاح الشامل لسائر هياكل واطر الدولة الاردنية وفي سائر سلطاتها ، ويبدو لكل مراقب مهتم ان هذا الامر الحيوي والمصيري يشق طريقه برويه وهدوء ودراسة معمقة ، وفي هذا بالضرورة مصدر سعادة وارتياح لكل من " يدعي " الحرص على البلد وعلى حاضره ومستقبله!.
لقد سبق وان دعا الملك الجميع للمشاركة وابداء الراي وتقديم الاقتراحات حيال الاصلاح والتطوير ، ولم يستثن احدا من دعوته سواء اكان موظفا بسيطا او مسؤولا رفيع المستوى او مواطنا عاديا ، وطالب كل الشاكين والمشتكين والمتذمرين بتقديم اقتراحات عملية لاصلاحات شاملة في مختلف مرافق الحياة العامة ، الا ان احدا لم يفعل باستثناء ما اشار اليه الملك نفسه عندما طالب حتى الوزراء بتقديم هكذا اقتراحات فلم يتقدم احد باستثناء وزير واحد او اثنين على الاكثر
. نعم ،، الملك اليوم لا يقود الاصلاح وحسب بل ويمارسه بالقرار العالي ، وهذا شأن يبعث في نفوسنا نحن العامة على الارتياح التام ، لسبب بسيط جدا هو ان قرارات الملك اعانه الله لا مجال فيها لوساطة او محسوبية او تنفيع لصديق او شريك او قريب ، وانما فقط مصلحة عامة وشأن يهم الناس كل الناس ، وبالذات فئات المحرومين والمسكونين بهموم الدولة والوطن, ومنهم كثيرون فقدوا الثقة بكل شيء لهول ما يرون من تحكم الكثير من الرويبضات والنفعيين والوصوليين والانتهازيين ببعض مفاصل العمل العام ، ممن يسخرون كل شيء لخدمة ذواتهم ويستخدمون البلد كثيرا ولا يخدمونه الا قليلا بحكم العمل ,هذا ان تكرموا وفعلوا !.
واضح ان الملك الذي نجل ونحب ونحترم قد ضاق ذرعا باولئك المسكونين فقط بهمومهم هم ومصالحهم هم ومستقبل من هم حولهم هم فقط ، وبدا عمليا باتخاذ قرارات الاصلاح الشامل الذي لابد وان يدعمه الشعب الاردني كله ومن شتى الاصول والمنابت دون تمييز او محاباة او قصور في النظرة والنظر
. بصراحة حالنا اليوم لا يبعث على سرور ، والدنيا عندنا لم تعد قمرا وربيعا ، وكثيرون جدا هم الذين يتحملون المسؤولية المباشرة وغير المباشرة في ذلك ، وثقة الناس ببلدهم وبدولتهم لا بد وان تعود وان تتعزز اكثر فاكثر ومهما كانت التحديات سياسية ام اقتصادية ام اجتماعية ,والناس على هذه الارض الطيبة قادرون بالاحترام والرعاية واتاحة الفرص على ان يقدموا افضل انموذج للمواطنة الصالحه والمنتمية حيث لا مجال لاحد ان يزايد على احد في هذا المجال .
وبصراحة اكثر نتطلع نحن المواطنين في شتى انحاء الاردن الى تدخل مباشرمن جانب الملك لاصلاح حال بات يبعث على عدم الارتياح,خاصة عندما تبدو الامور كما لو ان الاردن لا يستحق من احد ان يتقي الله في حاضره ومستقبله, وان كل شيء قابل للنهب والاستحواذ ,وان رجال الدولة الذين كانوا ذات يوم رجال دولة ,ما عاد لهم في هذا الزمان وجود !.
نحترم الملك ,ونحترم قرارات الملك ,ونثق بالملك ,ونتوقف طويلا عند حسم الثقه بغير الملك ,خاصة في هذا الزمان الذي يشهد قليلا من الصدق والطهر والنقاء ,وكثيرا من النفاق والدجل ومجافاة مخافة الله جل وعلا.......ولا حول ولا قوة الا بالله