2020 عام الابتكار الوطني
المحامي عبد اللطيف العواملة
08-07-2019 03:08 PM
بما اننا نقوم بمبادارت ترشيق الحكومة، فمن افضل اساليب ذلك هو الابتكار على المستوى الوطني الشامل. تجارب دول كالامارات العربية المتحدة واستونيا وسنغافورة غيرها شاهد كبير. حيث تمكنت هذه الدول بالابتكار من تخفيض النفقات الحكومية بشكل واضح وفي ذات الوقت رفع الأداء الحكومي وبنتائج مذهلة. لتحقيق ذلك، وضعت تلك الدول منظومات متكاملة للعمل الحكومي اصبح الابتكار من ركائزها الاساسية.
ماذا لو اعلنت دولتنا الرشيدة 2020 عام الابتكار الوطني وعلى مستوى الاردن باكمله من وزارات ومؤسسات وشركات حكومية وكذلك خاصة ومجتمع مدني؟ يمكن ان تقام نشاطات وفعاليات كبيرة تشرك جميع الفئات في عصف ذهني وطني يحول الوطن الى مختبرات للابتكار تجد الحلول للاولويات والتحديات وتطبقها باساليب حديثة تستخدم التحولات الرقمية الذكية وباقل التكلفة. لدينا في الاردن المبدعون والمبتكرون، والدارسون والعارفون، فلنجعل منهم عماد النهضة المرجوة ولنحفز قدرات الوطن كافة بطريقة ايجابية عملية تجمع الجهود ولا تشتتها. لنشكل مجموعات عمل في القرية والبادية والمدينة تكون محركات لامركزية ونمكنها من الابداع لتكون علامات فارقة في الاردن الجديد.
اذا قمنا بذلك بنجاح فستكون مقدمة رائعة للاحتفال بمئوية الاردن عام 2021. وجميل لو اطلقنا عليه عام "الملك المؤسس"، واستذكرنا خلاله رسالة الاردن العروبية الخالدة التي جمعت الكل على ارض الوطن المنفتح الطيب والمعطاء. فعندما وصل المغفور له بأذن الله جلالة الملك عبد الله الاول الى عمان قادما من معان وقف خطيبا وقال "اعلموا ان ما جاء بي الا حميتي وما تحمله والدي من العبء الثقيل، فانا ادرك ان الواجب علي، ولو كان لي سبعون نفسا لبذلتها في سبيل الامة، وما عددت نفسي فعلت شيئا، كونوا على ثقة باننا نبذل النفوس والاموال في سبيل الوطن".
يستحق هذا القائد، ويستحق الاردن، وريث الثورة العربية الكبرى، ان يكون عامه المائة عام الملك المؤسس ليكون فيه استلهام لتاريخنا مع فهم حقيقي لمعاني تراثنا الزاخر من اجل ابتكار المستقبل. رحم الله الملك المؤسس، والملك الصانع للدستور، والملك الباني. واطال الله في عمر الملك المجدد، وحفظ ولي عهده المفدى.