حتى لا نرى حسن حالنا من سوء حال غيرنا
د. عاكف الزعبي
07-07-2019 04:48 PM
حتى اليوم استطاع الاردن بوحدته الوطنية وحكمة قيادته وصلابة جيشه واجهزته الامنيه ان يدفع عن نفسه شرور الارهاب، وينجح في السير على خط دقيق من التوازنات السياسيه العربية والاقليمية والدوليه، والتعامل مع بوادر عودة الحرب الباردة.
لكن القادم ما يزال هو الحلقة الاصعب من التحدي الذي بدأ من تداعيات الربيع العربي وما طفح على هوامشه من ارهاب وانتهى الى ما يسمى صفقة القرن التي ما تزال خطواتها تتدحرج مثل كرة الثلج.
مخاطر المؤامرات الاسرائيلية المسنودة أمريكياً مسرعة نحو ذروتها. والتنمر التركي والايراني على امتداد الاقليم يواصل مشروعه معتاشاً على تفكك الدول العربية وخواء مواقفها وغياب مشروعها.
على الصعيد العربي هناك أطراف عديده من جبهات مختلفة غير مطمئنة لمواقف الاردن ما لم تكن الى جانبها او مستعدة لان تكون في جعبتها في مقاربة تقليدية من عميق تاريخ وثقافة الاعراب شعارها ان لم تكن معي فأنت ضدي.
وعلى المستوى الوطني يصارع الاردن وضعاً اقتصادياً صعباً، ويواجه احتقاناً سياسياً، وبعضاً من ارتدادات الربيع العربي والاستقطابات العربية والإقليمية، ونصائح أعضاء حزب الكنبة الأردني الحالمين بدفاع تركيا وايران عن مصالح العرب امام الحلف الامريكي الاسرائيلي.
مواجهة هذه التحديات ثمنها أولاً وقبل كل شيء التفاتة حاسمة وسريعة للوضع الداخلي حيث ينتظرنا الكثيرمن الارادة السياسية وجهود الاصلاح مما بات لا يخفى على أحد.
أما المسؤولية فيتحملها الجميع، الحكم أولاً والمجتمع المدني ثانياً. مسؤولية القيادة هي للحكم ان كان في مكافحة التمرد على القانون أو محاربة الفساد، أو انقاذ الاقتصاد، أو اطلاق مرحلة الحكومات المنتخبة.