حين طلب وزير التربية منع الكفاءات من السفر
محمد يونس العبادي
07-07-2019 02:29 PM
من زمان الرجال الأول، أصحاب السير نقرأ وثيقة تروي جانباً من جوانب بناء البلد، وتحكي كيف حاول وزير التربية والتعليم ذوقان الهنداوي منع أصحاب الكفاءات من السفر خارج الوطن، وجلبهم للخدمة في مدارس وزارة التربية والتعليم.
تقول الوثيقة الصادرة بتاريخ 18 / 06 / 1969م، والحاملة لعنوان "تسرب الكفاءات" والحاملة لتوقيع وزير التربية والموجهة إلى وزير الداخلية، أنه على الرغم من المحاولات المتكررة التي تبذلها الوزارة كل عام في سبيل رفع سوية التعليم في مدارسها عن طريق تعيين ذوي المؤهلات العالية من حملة الشهادات الجامعية، ولا سيما في مواد الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية فإن جهودها كثيراً ما تخفق.
ويبرر الوزير الإخفاق، أنه نتيجة "تسرب الكفاءات إلى الخارج سيما ن أصحاب الرواتب العالية المغرية التي يجدونها في الأقطار العربية الأخرى".
وأنه في هذا العام أيضاً، يتخرج عدد كبير من الطلاب والطالبات من الجامعة الأردنية وغيرها من الجامعات، وبعضهم من المبعوثين، والوزارة بحاجة ماسة إلى خدماتهم للمساهمة في رفع المستوى التعليمي، غير أن المشكلة ستظل قائمة بسبب الخشية من تسرب هذه الكفاءات الجديدة كذلك.
ويقول وزير التربية، "أنني أرسل إليكم الان قوائم بأسماء الطلبة الذين سيتخرجون من الجامعة الأردنية هذا العام، وأرجو أن تتفضلوا باصدار ما هو ضروري بالتعاون مع دوائر الأمن العام لنمنعهم جميعاً من مغادرة الأردن.
وأرفق الوزير 7 أوراق تتضمن كشوفات لأسماء طلبة السنة الرابعة بالجامعة الأردنية ومبتعثين، من تخصصات الرياضيات والأحياء والفيزياء والكيمياء واللغة الانجليزية، شارحاً ضرورة أن يجلبوا للخدمة في الدولة ومدارسها.
إن المتأمل لصيغة الكتاب والزمان، يدرك كيف بنيت البلد، وحملها مسؤوليها على البناء مؤمنين أن لا طريقاً آخر أمام الأردن إلا أن ينهض بأبنائه.
وتبقى هذه الوثيقة، شاهداً يروي جانباً من سيرة البناء، فلا درب لنا سوى الإنسان الأردني وشبابه .. وأن الأزمات التي تمر بنا اليوم، وبينها هجرة الكفاءات كانت أرقاً حاول الأوائل منا الحد منه، بسبل قد لا نرتضيها اليوم، ولكنها تشرح جهود وحرقة المسؤولين على البلد..
حمى الله الأردن