ازواج مخلوعون ، وطنطات خالعات
د.حسين الخزاعي
14-10-2009 02:36 AM
بداية ارجو من القراء والمتابعين ان لا تتشتت افكارهم وان لا ياخذهم عنوان المقال الى البعيد ، ويتبادر الى ذهنهم اني اتحدث لا سمح الله عن " الخلاعة او المياعة او الصياعة او الفياعة " صدقوني الموضوع بعيد كل البعد عن ذلك ، الموضوع هو " الخلع " فالعنوان يشير الى الازواج الذين خلعتهم زوجاتهم بموجب قرارات شرعية، وطنطات خالعات يشير الى الزوجات اللواتي يعشن في الوقت بدل الضائع ولكنهن خلعن ازواجهن ، اتفقنا اذا على العنوان ومدلاولاته ، فلنبدأ في المضمون ، فالبحث في الارقام ذات الصبغة الاجتماعية مزعجة ومقلقة ، لانها بحاجة الى متابعة ودقة في التحليل ، فتفسير الارقام والوقوف على مدلولاتها والاسباب الجوهريه لحدوثها بحاجة الى خبرة ودراية لوضع الاصبع على الجرح النازف وتحديد مكامن الخلل ، والذي للاسف الشديد يزداد نزفا ، وللعادات والتقاليد والقيم خرقا ، ويؤدي الى مزيد من القهر والبغض والتفكك الاسري والانهيار الاجتماعي .
الراصد والمتابع لموضوع الخلع تثير الفزع ، فالارقام في ازدياد مستمر منذ نهاية عام 2001 وهو العام الذي بدأ فيه اقرار منح المرأة الأردنية حق طلب الخلع من زوجها ، " يا سامعين الصوت ويا قارئي الحروف " يا سادة ، يا كرام ، يا اخواتي الفضليات ، ويا شقيقاتي الغاليات ، يا نساء الوطن ، يا عالم اسمعوني ، اقرأوا ودققوا في الارقام التي تزداد عاماً بعد عام ، فالرقم كان (570) قضية خلع سجلت في عام 2002 ، ارتفع الى ( 739) قضية ، ثم ارتفع الى ( 1002) قضية في عام 2004 ، وفي عام 2005 سجلت (1119) قضية ، واستمرت الارقام في الارتفاع الجنوني حيث وصل عدد القضايا ما مجموعه ( 10957 ) قضية في نهاية عام 2008 ما بين قضايا مدورة وواردة وقضايا مفصولة ومسقطة . وهذا يعني ان عدد القضايا تضاعف عشرون ضعفا خلال الفترة ( 2002 – 2008 ) ونستنج ان طلب الخلع اصبح موضه وغيرة وتقليد وسلاح تمارسه الزوجة عند تعرضها الى اي موقف من زوجها ، والمزعج والمقلق ان حالات خلع مسجلة لسيدات تجاوزن العمر (60) عاما اي حالات خلع بين الجدات " الطنطات " .
وبعد،،، نتفق في ابجديات علم الاجتماع على انه لا يوجد سبب واحد يؤدي للطلاق او طلب التفريق والخلع ، ونتفق في ابجديات العلوم الادارية على أن الادارة التنظيم اساس النجاح ، وننظر وندقق في العادات والتقاليد الأردنية المتعلقة في شؤون الزواج فنجد انها من اروع العادات والتقاليد حيث يتم الزواج في مراحل منظمة لاتمامه بدءا من طلب العروس والاتفاق على الشروط والخطوبة وعقد القران وإقامة الافراح لإعلان الزواج ، ونتيجة لهذه المراحل المنظمة نتطلع الى ان يكون الزواج مستقرا وان تكون السعادة الزوجية والمودة والتعاون والايثار والعفة المشتركة والتسامح والاحترام المتبادل بين الزوجين هي الغاية المثلى للزواج ، وننطلق في هذا العمل من القول المأثور " اعقل وتوكل " ، ولكن الأرقام مليئة في الاورام وتؤكد اننا لا نعقل ولا نتوكل .
مسك الكلام ،،، يا نساء الأردن تريثن ، وعدن للعشرة ، اننا امام قضية مقلقة وتفكك اسري خطير ، يؤدي الى المزيد من المعاناة والمرارة والالم للزوجة والاولاد والمجتمع الاردني .
Ohok1960@yahoo.com