حفل اشهار كتاب محمود السمرة والنقد الادبي
07-07-2019 11:08 AM
عمون- نظم منتدى الرواد الكبار امس حفل توقيع كتاب عن د. محمود السمرة بعنوان "محمود السمرة والنقد الأدبي 1923- 2018"، للدكتور إبراهيم خليل شارك بالحفل القاص محمود الريماوي، وأدارته المستشارة الثقافي للمنتدى القاصة سحر ملص، وبحضور مهتمين بالشأن الثقافي.
الكتاب الصادر عن دار هبة "ناشرون وموزعون"، يتضمن تعريفا بالراحل، في سبعة فصول مع مقدمة تروي بعض التفاصيل من حياته ودراسته وطموحاته ومنجزاته، منذ التحاقه بالجامعة الأردنية إلى أن اختير وزيرًا للثقافة.
مديرة المنتدى هيفاء البشير قالت نحتفي بكتاب يسلط الضوء على المنجز الادبي العلاّمة د. محمود السمرة، وهو من الأدباء والمثقفين الذين تركوا بصمة واضحة في حياتنا الثقافية والأدبية، وخليل يشهد له انه باحثاً جاداً لا يمل.
من جانبه اشار د. إبراهيم خليل أن كتابه يفصح عن الطابع الجدلي الذي يتميز به السمرة ويكشف من خلال فصوله السبعة عن تلك المواقف التي غلبت عليه في دراساته، وغلب عليه فيها النقد الجدلي، أي ذلك النوع من الكتابة التي لا تسلم بصحة ما يقال، وسلامته، بادئ الرأي، ومن النظر الأول.
وأضاف خليل انه حاول في هذا الكتاب "إنصاف السمرة بتقديم دراسةٍ عنه، وعن آثاره، بدافع المحبة له وتحفيز، لافتا الى ان السمرة انشغل عن النقد التطبيقي بالترجمة، والتأليف، عن الأدب الغربي، والتعريف باتجاهاته، وأعلامه، ومدارسه النقدية، ومذاهبه الأدبية، ودراسة الشعر والنثر، كما ان السمرة أسهم بمؤلفاته، وترجماته، في تضييق البون الواسع، والفرق الشاسع، بين القارئ والأدب الغربي.
بينما رأى القاص محمود الريماوي أن خليل من خلال كتابه الذي يعد اضافة جديدا نوعيا. قد بذل جهد رائد بحجم ما قدم د. السمرة المشهود له بالنهوض بالنقد الأدبي العربي على مدى اكثر من نصف قرن، ومن خلال اربعة عشر كتابا موضوعا وخمسة كتب مترجمة، كما عُني المؤلف في تتبع مسيرة السمرة عبر سبعة فصول، ترصد نظرات السمرة الى النقد القديم، والسمرة وطه حسين، والسمرة وعباس محمود العقاد، والسمرة ومحمد مندور، والسمرة والنقد الحديث، والسمرة والنقد التطبيقي، والسمرة والتثاقف.
ورأى الريماوي ان خليل سلط الضوء على مساهمات السمرة المبكرة في خمسينات وستينات القرن الماضي، ثم في الحقب اللاحقة، وهو امر قلما يجد اعترافا او تقديرا وربما تنويها، لدى متتبعي تطور الحياة النقدية والثقافية بعامة في مصر.
وتحدث الريماوي عن منهجية الكتاب الذي اعتمده المؤلف وهو :تبويب آراء السمرة وعرضها بغرض التعريف بها للمختصين وغير المختصين، باعتباره ركنا من أركان النهضة النقدية والثقافية، من دون ان تمتد غاية الكتاب، الى محاورة طروحات السمرة والنظر فيها.
ورأى الريماوي ان عنوان الكتاب "محمود السمرة والنقد الادبي"، يوحي للقارىء المتطلب بما هو أبعد من هذا : بأن الكتاب، يتناول جهد السمرة بالعرض والتحليل وربما التقييم بعدئذ. علماً ان الجهد الذي بذله خليل والإنجاز الذي حققه لا يقل شأنا عن اي جهد مفترض اخر، فاختصار علّامة في كتاب متوسط الحجم، هو كاختصار بحر في زجاجة، مما يتطلب دربة خاصة ووعيا ثاقبا، وبراعة في جمع الشتات وتنظيمها والتمييز الدقيق بين ما هو جوهري وتفصيلي. مما يوفر للقارىء فرصة التعرف على الرائد النهضوي السمرة، بأقل عناء وبأوضح صورة وبأعلى قدر من الأمانة.
قال الريماوي إن السمرة كان حريص على العمل الدؤوب الصامت، في التأليف والتدريس وفي العمل الأكاديمي الإداري، مع زهد أصيل في الأضواء ينسجم مع شخصيته المتعففة عن المظاهر، مبينا ان السمرة استهل مسيرته المهنية في مطبوعة شهرية ذائعة الصيت هي مجلة "العربي" الكويتية التي تولى موقع نائب رئيس التحرير فيها، الا ان اقترابه هذا من عالم الصحافة الثقافية الرفيعة، لم يجذبه الى اضواء الصحافة والإعلام، وقلما يجد المرء مقابلة أو حوارا معه في مطبوعة سيارة، اثناء عمله في "العربي" واظب على كتابة زاويته "كتاب الشهر" بالعرض والتحليل، فقد انجز كتابيه "ادباء معاصرون في الغرب"، "القاضي الجرجاني الأديب الناقد"، وذلك في الفترة ما بين 1959-1964.
وخلص الريماوي كانت له اسهامات في معركة النهوض بالنقد الأدبي وتحريره مما يعيقه وما هو ليس من طبيعته ووظيفته، وقد كانت الحياة الثقافية ومثالها في مصر التي درس واقام فيها السمرة، تتسم بينما تتسم به بظاهرة نقد النقد، وذلك باندفاع نقاد للنظر في مؤلفات ونظرات نظرائهم النقاد، الى جانب نقد الإبداع الادبي، وهذه الظاهرة ظاهرة نقد النقد تراجعت وانحسرت لاحقا في حياتنا الأدبية العربية.