لست مع جمع السلاح .. ولكن!
شحاده أبو بقر
07-07-2019 01:12 AM
لست مع جمع السلاح من بيوت المواطنين ، فمن حق كل مواطن الإحتفاظ بقطعة سلاح في منزله لغايات الدفاع عن النفس إن لزم ، وللدفاع عن وطنه كرديف للجيش أن لزم كذلك . وعليه أرى ككثيرين غيري أن الأصح هو ضرورة تغليظ العقوبة على فوضى السلاح لوضع حد فاصل لها .
نطالب بعقوبة حازمة ضد كل من يستهتر بأرواح الناس ويقدم على إطلاق النار في المناسبات الإجتماعية مهددا حياة غيره دون ذنب إقترفوه ! . نعم نطالب الحكومة بسن مشروع قانون يعاقب بالحبس لمدة غير قابلة للإستبدال بغرامة مع مصادرة السلاح وفرض غرامة كبيرة ضد كل من تسول له نفسه إرتكاب خطأ إطلاق النار في مناسبات الأعراس والتخرج وغيرها ، أو الإقدام على إشهار السلاح في وجه السلطة .
إقتناء السلاح في بيوت المواطنين له حرمة خاصة مضمونها أن هذا السلاح قد يستخدم مرة في الحياة دفاعا عن حرمة البيت وعن النفس وعن الوطن ، وقد لا يستخدم مدى الحياة . أما الأستهتار والإستخفاف بأرواح المواطنين وأمنهم فمرفوض جملة وتفصيلا أيا كان مرتكبه ، ولو كانت هناك عقوبة حبس حازمة لما تجرأ أحد على إرتكاب هكذا عمل مشين تحت أي ظرف كان . هذا ما طالبنا به مرارا ولكن دونما إستجابة حتى تفاقمت تلك المشكلة تباعا ٠
نشد على يد وزير الداخلية والحكومة عموما في معالجة هذا الأمر البشع الخطر بتغليظ العقوبة بحق مطلقي النار في المناسبات المعروفة ، والأجهزة المختصة تعرف كيف تصل إلى كل مخطيء كي يلقى عقابه الذي لن يعارضه أحد لا بل هو مطلب كل مواطن بلا إستثناء .
مرة ثانية لا نحبذ جمع السلاح من بيوت الناس كما هو مقترح ونرى أن هذا أمر جدلي خلافي تتباين في تفسيره الإجتهادات ، لكننا نحار في الوقت ذاته بما نراه من مظاهر الإستهتار ليس في إطلاق النار وحسب ، بل وفي مواكب التخريج التي تغلق الشوارع العامة ومواكب الأعراس التي يعتقد أصحابها أن الشوارع والطرقات العامة ملك لهم ، والويل لمن يجادلهم إذ لا مانع عند كثير منهم من الإعتداء عليه إن هو فعل !.
الغريب أننا نجادل في أمر الفساد والفقر والبطالة ، في وقت نرى فيه العجب من بذخ وتفاخر في المناسبات العامة حيث يطلق الرصاص الحي بكثافة تنم عن أن مطلقيه ليسوا بفقراء أو حتى بلا مصدر دخل كبير ولا نعرف من أين كل هذا ! .
نعم نعارض جمع السلاح الذي بات إرثا من ثقافتنا الإجتماعية السائدة منذ زمن طويل ، لكننا نعارض وبشدة أيضا إستخدام السلاح في غير مجالات إستخدامه دفاعا عن النفس وعن الوطن ، ونرى أن هذه فوضى يجب أن تنتهي وإلى الأبد بقوة القانون الرادع ، فلا أحد عاقلا راشدا يقبل بهكذا فوضى فيها كل الخطر الناجم عن إستهتار وإستخفاف بالدولة وبالقانون وبالنظام العام وبأرواح البشر الذين يضطرون إلى الهروب داخل منازلهم متى إنهمر الرصاص فجأة لأن فلانا قد تخرج من جامعة وربما من ثانوية عامة أو حتى روضة أطفال ، ولعلي كنت واحدا من مواطنين دخل الرصاص إلى بيوتهم من قافلة عرس رعناء ، ولولا أن الله سلم لحدث ما لم يكن في الحسبان إرضاء لمزاج مستهتر لا يدرك معنى أن تكون مواطنا صالحا . الله من وراء قصدي .