عرض الموقع الالكتروني لمجلة اللويبدة الأحد الماضي شريط فيديو قصير لأغرب مسابقة جمال جرت في العاصمة الهنغارية بودابست لترويج ميزات العمليات التجميلية تتضمن تتويجا لملكة جمال عمليات التجميل. الاحتفال المشار إليه شاركت فيه متسابقات تنافسن في ذكر عدد العمليات التي خضعن لها مهما كانت درجة المبالغة. ليس الغريب استعراض نتائج السنفرة بقدر ما بدت الوجوه والأشكال سخيفة للغاية، وكأنها نحتت لتوها من الشمع ، حتى لتبدو، كمقارنة مع التماثيل في متحف الشمع ببريطانيا (مدام توسو) أقل منها حقيقية وحيوية. لاحظ أن الجمال كمفهوم أصبح لا يعول على الطبيعة بقدر براعة جراح التجميل في نحت الصورة التي أمامه.
هل لهوس الانسان بالجمال من حد؟ خاصة أن الخضوع لعمليات التجميل لم يعد مستهجنا كما السابق، وغدا الرجال منافسين للنساء في ارتياد عيادات العناية بالبشرة ..أذكر أن المذيعة الأمريكية أوبرا وينفري استضافت العام الماضي في احد حلقات برنامجها الحواري مجموعة من النساء والرجال في وجوههم قدر وافر من الجمال والوسامة. الوضع بدا عاديا لمن يشاهد التلفاز، إلا أن المفاجأة أن الضيوف، من الجنسين، بدؤوا الحديث بمرارة عن عقدة نقص يحملونها تجاه أشكالهم وملامح وجوههم وإحساسهم الشديد ببشاعتهم رغم محاولتهم البقاء زبائن دائمين لمراكز التجميل!.. لكنه الهوس أن تكره شكلك دون أن تصل لمرحلة القناعة، وهو تحديدا رأي الطب النفسي.. خاصة أن يبدأ الفرد التركيز على عنصر جسدي واحد ما يجعل لظلاله في العقل أحجاما مضاعفة، وفي ذلك أروي ما قاله يوما ً أحد أطباء التجميل أن امرأة دخلت عيادته فلمح سريعا اعوجاجا بارزا ً في فكها، وقبل أن يبدأ بطرح سبل العلاج سارعت بالإشارة إلى شامة كبيرة على رقبتها تسبب لها إشكالا ً معنويا ً وتفرض عليها الهروب من الاختلاط بالناس، دون أن تبدي أي تحفظ على شكل فكها الذي كما قال الطبيب يسبب لها بشاعة واضحة!.
كلنا يكره شيئا في شكله .. وهذا ليس رأيي ، إنما أكثر من طبيب تجميل يؤكد أننا نحمل شيئاً من الخصام تجاه أشكالنا. الفرق أن البعض يدمن النظر في المرآة ويتضخم لديه الشعور بالقبح، بينما في الحقيقة هو عيب لا يلفت الناس من حوله.
خضعت امرأة لمبضع طبيب تجميل أربع مرات للحصول على أنف (بروك شيلدز).. خبر كهذا يرويه طبيب تجميل قد نتفهمه، فماذا نقول في ذلك الشاب المغرم ذو الثامنة عشر، هشام الراشد، الذي ما وجد طريقة أفضل من تعبيره عن هوسه بنانسي عجرم سوى اجراء كل ما يلزم وما لا يلزم من عمليات جراحية وتجميلية كي يصبح نسخة عنها. ولله في خلقه شؤون.
عن الراي.