أشعلت صحيفة "عمّون" الإلكترونية قبل أيام عدة مضت, شمعتها الرابعة في سماء الوطن, تتقدم في خطى ثابتة ومدروسه نحو فضاء الحرية المسئولة , والكلمة الجريئة , مقدمةً مصلحة الوطن على كل المصالح الأخرى, يحمل لواءها كوكبةً أردنية من أبناء الوطن, يواصلون الليل بالنهار ليبقى زوار عمّون على إطلاع تام على مشهد الأحداث .

ويتعدى جهدهم المبارك إلى التواصل مع أبناء الوطن الأكارم في كافة أنحاء العالم ليفرحوا مع وطنهم ساعات الفرح ويعيشوا معه ساعات الشدة حتى يأذن الله بالفرج فلهم من محبيهم ومتابعيهم كل معاني الشكر والامتنان آملين أن يبقى هذا الموقع الوطني النير يحمل رسالة الوطن بكل أمانة وصدق وإخلاص وتحيه موصولة َ إلى الجنود المجهولين من الإخوة الصحفيين والإداريين القائمين على الموقع .

وفي الجانب الآخر تحتفل أمانة عمان بالمئوية الأولى مذكرة إيانا بتأسيس بلدية عمان عام 1909 ولتستمر المسيرة برؤساء بلديات وأمناء لأمانة عمان حتى معالي المهندس نضال الحديد والقاسم المشترك بينهم جميعاً أنهم مسئولين تقليديين لم تصلهم الحداثة أوالإصلاح على الطريقة الأردنية التي أبتلينا بها في السنوات القليلة الماضية وكان خيار الإصلاحيين معالي المهندس عمر المعاني الذي تسلم مسئولياته قبل عامين ونيف وكنا ننتظر احتفالا من نوع آخر بمئوية عمان ليضيف إنجازاً جديداً لانجازات البناة الأوائل من التقليديين وأصحاب الفكر المحافظ الذين استطاعوا أن يُدخلوا عمان من ضمن انظف عشرة عواصم بالعالم , واستمرت الحالة تلك إلى أن جاء أميننا الحالي الذي أشغلته المشاريع الاستثمارية كثيراً فلقد أجتهد معاليه على تنفيذ مشروع مجمع الدوائر الذي قوبل برفض وطني وشعبي بسبب ما دار حوله من شبهات وتحميل خزينة الدولة دعم مشروع استهلاكي غير منتج مما يضاعف من عجز الموازنة المضطرد وبعد أن حس المستثمر نجيب ميقاتي بالرفض الأردني لهذا المشروع تكرم بصرف النظر عنه إلا أن أمين عام صرّح وقتها بأن الأمانة عازمة على تنفيذ المشروع حتى وإن عكف المستثمر عن المتابعة .

وهاهي تتفتق الذهنية الإصلاحية عن مشروع سحري لوقف العجز في موازنة الأمانة المتهالكة يتمثل في بيع الأراضي التابعة لأمانة عمان في وقت يعرف القاصي والداني بأنها فترة ركود اقتصادي ينسحب بطريقه مباشرة على العقارات بكافة أنواعها مما يعني بأن الأراضي ستباع بأسعار متدنية وقد تكون بحدودها الدنيا .

ناهيك عن ملف المكافآت والبدلات التي صرفت و بأرقام لا تتناسب والشكوى من ارتفاع مديونية الأمانة , وتوجت أمانة عمان احتفالاتها بكرنفال لايمت إلى الأردن بصلة فالأصل في هذا الاحتفال أن يكون بزي أردني تقليدي تتخلله بانوراما أو إزاحة الستار عن جداريه تبين تطور عمان عبر المائة عام وتحفظ للبناة الأوائل حقهم في مساهمتهم بتطوير عاصمتهم الحبيبة .

نتمنى على معالي أمين عمان أن يكون إصلاحياً ولكن على طريقتنا الأردنية المستمدة أجندتها من أجندة الوطن بعد أن ثبت فشل الأفكار الإصلاحية الأخرى , وبعد أن أعلن دولة رئيس الوزراء قراره الجريء بدمج المؤسسات الوطنية المتشابهة مع وزارتها الأم التي أخرجها الأصلاحيون الجدد من رحم تلك الوزارات لتكون وسيلة في نهب المال العام والتطاول على حرمته.
وكل عام وعموّن بخير .
كل عام وعمان بخير ,
كل عام ووطني بألف ألف خير .

*الماضي عضو اللجنة التنفيذية لحزب الجبهة الأردنية الموحدة