الشبيبة وسوء استخدام الانترنت
وليم سلايطة/ديترويت/امريكا
13-10-2009 11:36 PM
كثيرة، متعددة وبعضها مثير وخطير قصص وروايات ملايين الطلبة والطالبات ممن يستخدمون "الانترنت"، التويتر، الفيس بوك، ماي سبيس، سكايب وغيرها اثناء وبعد الدوام المدرسي ليس في مدارس ومعاهد اميركا التعليمية بل العالم اجمع. ولا يدرك معظم هؤلاء المستخدمين لهذه الادوات التكنولوجية ان هناك من يراقب ويتفحص ويدقق في خطاباتهم ورسائلهم واحاديثهم وكل مايعرض فيما بينهم. لكن هذا الذي يراقب بدقة متناهية لا تهمه الحوارات المتعلقة بالقضايا الشخصية والقصص الغرامية التي تشغل اوقات معظم الشبيبة والشابات، بل يركز على ماهو اهم من ذلك بكثير وهو "تعرض حياة الاخرين للخطر وتهديد امن وسلاامة المجتمع".
في نهاية عام 2007 قررت احدى مدارس ولاية مشيغن فصل مجموعة من الطلبة قاموا بنشر صورهم حاملين اسلحة وامامهم بودرة الكوكايين البيضاء. وبعد تحقيقات ومساءلات استمرت اشهرا برأت المحكمة ساحتهم واعيدوا الى المدرسة بعد ان تأكد خبراء ومختصون ان الاسلحة والكوكايين كانا مزيفين. كما سجن ثلاثة من طلبة مدرسة ثانوية وزعوا رسائل الكترونية حملت تهديدات بتفجير مركز شرطة المدينة، ويقال ان اهالي هؤلاء الطلبة ارهقتهم التكاليف المالية الباهظة لاثبات براءة اولادهم.
وتكتظ محاكم المقاطعات والمدن الاميركية بالدعاوى التي يرفعها الطلبة على ادارات المدارس، والمدارس على الوالدين واولادهم بسبب التجاوزات غير المسؤولة، وتهديد الاخرين بالانتقام والقتل، والافراط في الاحاديث التي تصل الى معظم ساعات النهار والتي غالبا مايكون من نتائجها علاقات عاطفية وجنسية بعضها يأخذ طريقا سليما وينتهي بالزواج وبعضها الاخر يودي بصاحبه خلف القضبان.
وكمثل آلاف الحالات المأساوية تبرز قضية الاغتصاب التي تعرضت لها ابنة الثالثة عشرة بعد ان اغراها شيخ في الستين من عمره وتعلقت به عن طريق الانترنت فانتهى الامر به خلف القضبان. وكشفت هيئة مراقبة "تواصل الانترنت" في دراسة اجرتها نهاية العام الماضي ان خمسة وخمسين في المئة من الشبيبة والشابات الاميركيين لديهم صفحات على الانترنت، وان ثلاثة وثلاثين في المئة منهم يؤكدون ان استخدامهم للانترنت والفيس بوك وغيرهما هي لاغراض نافعة فقط، وان المعلومات التي تنشر على هذه المواقع عن "شخصياتهم" يساء استخدامها من قبل الكثيرين وعليه فهم اكثر حذرا في غربلة هذه المعلومات وعدم نشر ماقد يساء فهمه او استغلاله منها. ويقول احد الطلبة انه يتردد في وضع صوره على صفحات الاخرين خوفا من استخدامها من قبل مجهولين بطرق غير قانونية، وهذا ماحدث فعلا مع احدى الطلبات التي شوهت صورتها وظهرت على موقع آخر بوضع شاذ تماما. وتؤكد احصائية اجرتها (هيئة فولت دوت كوم) وهي هيئة تراقب عمل الانترنت ان تسعين في المئة من موظفي الدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة اقروا بسوء استخدامهم "للانترنت" للحصول على معلومات لا علاقة لها بالعمل وان سبعين بالمئة منهم تصفحوا المواقع الاباحية وتلك المختصة بنشر المقالات البذيئة والصور العارية. وفي الاسبوع الماضي اعلنت وزارة العدل الاميركية في بيان لها ان برنامجها الخاص بمراقبة الموظفين الحكوميين الذين يسيؤون استخدام الانترنت لا يخالف حقوقهم المدنية او تلك المتعلقة بالذين يتواصلون معهم عبر الانترنت. وجاء هذا البيان كرد قانوني على شكوى تقدم بها موظفون في دوائر حكومية اكتشفوا انهم مراقبون اثناء دخولهم مواقع متعددة لا علاقة لها بالعمل.
وتشير دراسة "التواصل عبر الانترنت" الى ظاهرة التسلل الى اجهزة الكومبيوتر والانظمة المستخدمة في المؤسسات والشركات التي يعتبر عملها ذا حساسية واهمية كمثل شركات الهاتف وشبكات الانترنت التابعة للجيش والامن ووكالات الاستخبارات وغيرها والتي يعتقد بعض الطلبة المهرة في عمليات التسلل انها تحديات عليهم مواجهتها لاثبات قدراتهم وتفوقهم التقني. وهناك مئات الحالات من التسلل قام بها صبية مراهقون، ففي بوسطن على سبيل المثال قام مجموعة من الطلبة باختراق انظمة الكومبيوتر لشركة التلفونات التي تنظم السير في الولاية وشلت حركتها لاكثر من ست ساعات ومنها استطاعوا التحكم بنظام كومبيوتر المطار الاقليمي للولاية وقطعوا الاتصال مع برج مراقبة الطائرات وفصلوا الاضاءة عن اكثر من ستمئة منزل في محيط المطار، غير ان السلطات الامنية القت القبض عليهم وحولوا الى المحكمة لمقاضاتهم.
تزداد التحديات اليومية التي تواجهها المدارس والمعاهد التعليمية والدوائر الحكومية والخاصة وغيرها من استخدامات الانترنت وغيرها من التكنولوجيا الحديثة مع الزيادة المستمرة في عدد المستخدمين والتي تظهر بوضوح على وجوه اعداد متزايدة من الطلبة والطالبات المرهقين من ساعات السهر الطويلة وتدني مستوى الاداء التعليمي وندرة المشاركة في النشاطات المدرسية الرياضية والاجتماعية، ومحاولات اثبات ان مايتلقونه على الانترنت هو اكثر فائدة لهم من المحاظرات في الصفوف المدرسية. ويشكل الهوس اليومي لسوء استخدام "الانترنت" وغيرها من ادوات التواصل التكنولوجي قضية تبحثها ادارات المدارس الحكومية والخاصة وتطرح سؤالا يشارك في بحثه ومحاولات الاجابة عليه عدد كبير من الاكاديميين والاختصاصيين اضافة الى الوالدين... من المسؤول عن مراقبة مايشاهده ويكتبه ويتلقاه الطالب المستخدم للانترنت.. البيت ام المدرسة...!
Williams@myacc.org
*ديترويت، مشيغن – وليم سلايطة.