أشهر شخصيات الربع الاول من القرن العشرين لعب لورنس ضابط الاستخبارات البريطاني دوراً هاماً إبان الحرب العالمية الاؤلى كضابط للقيدة العسكرية البريطانية والثورة العربية ضد الاتراك عام 1916 م كما لعب دوراً بارزاً في مؤتمر السلام الذي عقد بعد الحرب ومارس نفوذاً كبيرة لدى تشرشل والذي كان يحتل أنذاك منصب وزير المستعمرات وخصوصاً في ما يتعلق بتجزئة المشرق العربي بعد الحرب العالمية الاؤلى مباشرة.
تمتع لورنس منذ نعومة أظفاره بصفات شخصية لم يكن احد من أقرانه يتمتع بها ومن هذه الصفات ذكاؤه الحاد وحبه للمغامرة والمخاطرة وكان لهوايته في جمع الآثار في اكسفورد الأثر الأكبر في توجيه الأنظار اليه من قبل العاملين في حقل الآثار وأهمهم ديفيد هوكارث الذي حاول توظيف هواية لورنس وتوجيهيها نحو الشرق فقد أقنعه بضرورة دراسة الاقلاع الصليبية في الشرق كأطروحة لنيل الشهادة الجامعية لذا يمكن أن تطلق على لورنس تسمية الضابط المستشرق أمثال برسي كوكس ,وأرنولد ولسن وهذه التسمية جاءت من خلال اهتمام لورنس برحلاته المتكررة الى الشرق التي جعلته يرقى الى مصف الرحالة والمشتشرقين الغريزي المعلومات عن عادات وتقاليد شعوب تلك المنطقة.
ولم يختر لورنس منطقة نشاطه المشرق العربي بمحض إرادته بل كان نشاطه موجهاً من قبل مصلحة الاستخبارات البريطانية ,وبالتحديد من ديفيد هوكارث أحد عملائها لما رأى فيه من أهتمام بالآثار ,وبشعوب المشرق العربي.
لذا فإن لورنس عمل مع الاستخبارات البريطانية بعلمه اوبدون ,منذ أن وطئت قدماه أرض المنطقة.وكان المعلومات التي استقاها لورنس عن هذه المنطقة أهمية خاصة للقيادة البريطانية وعندما اندلعت الثورة العربية الكبرى رغبت القيادة بمعرفة امكانيات الجيوش العربية فأوكلت له هذه المهمة وتحديداً قوات الامير فيصل ,ان النتصارات التي حققها الجيش الشمالي بقيادة الامير فيصل لم تكن بجهود لورنس الشخصية وتحت قيادته حسب ادعائه,ولكن كانت لشجاعة تلك الجيوش وقادتها وعملها من اجل الاستقلال عن الدولة العثمانية فضلاً عن شجاعة قيادتها من الأمراء والضباط العرب الاسباب الحقيقية لانتصار العرب وهذا لا ينفي ان يكون لورنس عاملاً مساعداً في تحقيق تلك الانتصارات فقد أدى دوراً في بعض عملياتها وخصوصاً في تدمير السكة الحديدية ولكنه لم يكن قائداً للثورة .
وخلال عمله لم يكن لورنس ذا اهمية خاصة لدى القيادة البريطانية كان كغيره من زملائه مكلفاً بمهمة عسكرية عليه تأديتها ولكن مقدرة لورنس في اقناعهم بأن الانتصارات التي حققتها الجيوش العربية كانت بفضل قيادته.
اما في المجال السياسي عارض لورنس منذ البداية اتفاقية سايكس –بيكو معارضة شديدة ولم تكن تعاطفاً مع العرب بل كان هدفه منع فرنسا من الاستحواذ على سوريا إنطلاقاً من مصلحة بلاده ولكنه فشل في مسعاه هذا ونتيجة الاتفاقات المسبقة بين حكومته والحكومة الفرنسية وخلافا لمعرضته معاهدة سايكس بيكو فقد أيد تنفيذ وعد بلفور وإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وكان يسعى لإقناع الامير فيصل بالتفاو مع المنظمة الصهيونية العالمية وكان للورنس دوراً بارزأ في التحولات السياسية التي شهدتها المنطقة فقد أسهم مساهمة فعالة في تأسيس المملكة العراقية وولادة أمارة شرق الاردن .
أما آراؤه الساسية فقد كان يؤيد الاتجاه المساند للشريف حسين واولاده ولكن تطور الاحداث أثبت فشل هذا الاتجاه وعجزه عن الصمود امام الاتجاه المساند لابن سعود الذي تدعمه وزارة الهند من خلال فشل لورنس في اقناع الشريف حسين رحمه الله بتوقيع المعاهدة المقترحة بين بريطانيا ووملكة الحجاز .
هذا كان نتيجة البحث والاستنتاج الى جملة من الحقائق حاولت تلخيصها في هذا المقال ولكن بقي الجانب المخفي الذي كان مهماً في حياته لم اتمكن من كتابته لاني أعتقد كان اكبر واكثر من حياة في هذه الشخصية والمخفي كان اعظم .