العودة إلى التفاوض السري!
طارق مصاروة
13-10-2009 04:04 AM
سيجد أطراف التفاوض الثلاث الأميركيون والفلسطينيون والإسرائيليون أنهم أمام حتمية العودة إلى التفاوض السري:.
- فالرئيس أوباما قال كلاما في قضية الاستيطان وضرورات التطبيع العربي لم يكن يقدر عليه لأن حكومة نتنياهو نجحت في الانتخابات، وبنت ائتلافا يمينيا متطرفا قائما على الاستيطان، ورفض الدولة الفلسطينية المحددة بحدود معترف بها.
- والفلسطينيون في أزمة داخلية سببها انقسام حماس عن السلطة وسيطرتها على قطاع غزة، ولعبة إسرائيل في الاضعاف المستمر للسلطة وتبخيسها، وجعلها تظهر أمام المواطن الفلسطيني وكأنها لا حول لها ولا طول. الأمر الذي يجعل من كل مرحلة تفاوض، ووقوف الأطراف في منزل رئيس الحكومة السابق أولمرت أمام الكاميرات بمثابة مشهد هزلي لا تتناسب حرارة الترحيب فيه بما يجري للمواطن الفلسطيني على الحواجز ووراء الجدار العنصري وحصار قطاع غزة!!.
- اما حكومة نتنياهو، فهي حبيسة شعاراتها التي نشرتها أيام المعركة الانتخابية، ويكفي ان يكون وزير خارجيتها هو هذا الوزير الذي لا يريد أحد استقباله في المنطقة، وفي أوروبا وفي الاتحاد الروسي سواء بسواء. فكيف يأخذ حزب الليكود أصوات 350 ألف مستوطن في الضفة، ويوافق علنا على وقف الاستيطان؟!. وكيف يتراجع حزب بيتنا إسرائيل عن شعار كل أرض إسرائيل ويقبل بحدود دولة فلسطين المارة وسط القدس؟؟.
الأطراف الثلاثة ستعود إلى مفاوضات غير معلنة، وبدون كاميرات تلفزيونية، وبدون تصريحات.. تماما كسرية اتفاقيات أوسلو التي ادرك الجميع بعد إعلانها أنها لم تكن لتنجح لو أن السياسيين تولوها، أو أنها كانت علنية!!.
الآن، نجحت المناورة الأميركية/الإسرائيلية، وهي كذلك، في إعادة الشرخ إلى الحال الفلسطيني، فالمصالحة تم تأجيلها إلى أجل غير مسمى.. وغزة محاصرة، والسلطة منزوعة الدسم.. وفاوض يا أخ التفاوض!!.
الرأي