عُقد لقاء البحرين وبالرغم من الحملة الإعلامية التسويقية التي سبقت اللقاء إلا انه لم يحقق ما رغب به كوشنر ومن خلفه ترمب ولن يتحقق مرادهما لان المطروح هو بيع المبادئ والمقدسات ودماء الشهداء والتاريخ بل وحقائق الواقع مقابل حفنة من المال الذي سيقدمه العرب أنفسهم !!!
روجوا الأمر على انه إنعاش اقتصادي لحال الناس في فلسطين والأردن ولبنان والمنطقة وعندها سيشعر الناس بفوائد السلام الذي يطرحونه !! هذا وهْم كبير فعرس البحرين ودبكة كوشنر كان غائبا" عنها أهم عنصر وهو الفلسطيني الرسمي ولهذا كان كوشنر يتحدث عن الفلسطينيين بينما هم غائبون بالإجماع رغم حضور أفراد بصفتهم الشخصية حيث لا يمثلون الا أنفسهم .
ما قيمة السلام الذي يريده كوشنر اذا كان المعنيون رافضين للمبدأ ؟ السلطة ليست رافضة للسلام فهي التي وقعت اوسلو وصافح عرفات رابين أملا" في سلام يقدم للفلسطيني الحد الأدنى من الحقوق تتمثل في دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وان تعود أرض الرابع من حزيران ، أما حين لا يكون ثمة راع للسلام فكيف سيتحقق ؟
سحب ترمب صفة الراعي عن البيت الأبيض بإعلانه أن القدس عاصمة إسرائيل ونقل سفارة امريكا الى القدس في تحد سافر لكل المسلمين والمسيحيين العرب والمنصفين من سكان هذا العالم .
واذا كان ترمب وصهره كوشنر يظنان أن الناس قد وصلوا الى مرحلة رفع الراية البيضاء والبصم على ورق أبيض فنقول لهما هذا صحيح عند بعض العربان والراغبين في ملء أرصدتهم لكن المعني الأول بالقضية وهو الشعب الفلسطيني لا يقبل بل لا يجرؤ مسؤول فلسطيني ولا أي مسؤول يحرص على كرسيه أن يوقع على شيء مما يريده ترمب وكوشنر .
القضية لا يتم حلها بالمال بل لا بد من موافقة المعني المباشر وليس من لا تعنيهم القضية بل يعنيهم بقاؤهم ورضا ترمب وكوشنر . إن قناعة كل المتابعين بإنصاف للقضية الفلسطينية انها لا يمكن حلها الا بعودة الحق لأصحابه أما السلام الهزيل فلا أحد يشتريه وكلما كانت المؤامرة واضحة كلما اشتدت المقاومة بصورها المختلفة ولن يضير الناس وجود منتفعين أو سماسرة فهؤلاء سيطويهم التاريخ كما طوى غيرهم من الخونة والمأجورين