بتاريخ 7 أكتوبر (تشرين أول) 1945م تم أنشاء جامعة الدول العربية،تعتمد قراراتها على أساس قاعدة الأجماع في التصويت ،وفي حالة تعذر ذلك تكون القرارات ملزمة لمن يقبلها ، ونص الميثاق على عدم جواز اللجوءللقوة لفض النزاعات بين عضوين أو أكثر من أعضاء الجامعة، وكان ذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
أعطى المجلس الحق لأعضاء الجامعة وأمانتها التوسط في أي خلاف أو حرب تقع بين الدول الأعضاء ،لكن هناك اعراف غير مكتوبة سادت العلاقات العربية ومن ضمنها هيكلة وطريقة عمل الجامعة .
العرف الآخر الذي جرى الأخذ به ،هو الاقرار بعدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة كل قطر من قيل الآخر .
لقد كانت الجامعة العربية انعكاسا موضوعيا لواقع النظام العربي ،وكانت الخلافات بين قطرين عربيين كافية ان تشل عمل الجامعة العربية وتعطل حركتها ،وكانت الأحداث تأخذ مكانها بسرعة مذهلة.
في ظل غياب آلية عملية تحكم الخلافات العربية ،كان المشروع الأسرائيلي يتقدم ويستكمل بنيانه ويتمدد ويتوسع سكانا ومكانيا .
لم تستطع المؤسسات العربية ايقاف ذلك التوسع .
ان ماجرى للشعب الفلسطيني من تشريد وضياع للارض وعجز عن استعادة الحقوق ،هو تجسيد حقيقي لضعف النظالم العربي الر سمي ،وعدم قدرته على صياغة استراتيجية حقيقيةللتصدي للمشروع الأسرائيلي.
وهكذا في ظل تعدد المراكز،تحقق غياب حقيقي لمركز قيادي واحد ،أصبح النظام العربي تائها في ظل الأحداث التي تسارعت في المنطقة ،كما ان الحدود السياسية التي وضعها الأستعمار بين الاقطار العربية ،كانت بمثابة قنابل موقوتة حيث لم تحترم مصالح الدول او خيارات الشعوب
من ناحية اخرى نجد ان امريكا اصبحت طرفا وليس حكما ،وداعما لأسرائيل ضد الدول العربية كما انها تريد أملاء سلام لمصلحة اسرائيل ،بنكهة استيطانية دائمة من خلال مايسمى صفقة القرن .
حيث تم ازاحة القدس عن الطاولة ونقل السفارة اليها والاعتراف بها كعاصمة لاسرائيل ،ثم محاربة وكالة الغوث وقطع المساعدات عنها والموافقة على الاستيطان
واطلاق يدالاحتلال وسحب الاعتراف بمنظمة التحرير واعتبارها منظمة ارهابية حيث هي من مستلزمات نسف القضية الفلسطينية .
لكن ما علينا الااستعمال العقل الجمعي ،حيث هو مجموعة المعايير والقيم التي يتفق عليها اعضاء جماعة معينة تترجم صفوة المعايير والقيم في صورة سلوك يقوم به واحد او مجموعة لتوافق عليه أغلب الناس .
لنبني بلدا مبنيا على الاسس الصحيحة التي لا تتنازل عن مكتسباتها وحقوقها مهما كلف الامر.
حيث يقوم العقل الجمعي في الحفاظ على قيم المجتمع وعاداته وتقاليده والتمسك بها .
لنحدث نهضة حقيفية بقيم ايجابية لا بد ان يقوم العقل الجمعي لأعادة تنشيطه تنشيطا ايجابيا ولا يعيق عن الفكير لأحداث كل اشكال التقدم .
Dr.sami. al Rashid @gmail.com