عام التسامح
المحامي عبد اللطيف العواملة
02-07-2019 02:26 PM
دأبت دولة الامارات العربية في السنوات الاخيرة على اعطاء كل عام اسما يحمل كبار المعاني، و يصبح طوال العام، نبراسا للجميع على مستوى الدولة من حكومة و قطاع خاص و مجتمع. تتم تحت مظلة هذه التسمية المبادرات و البرامج و الفعاليات التي تشرح و تعمق المفهوم و تعزز من مبادئه. و في ما سبق من الاعوام كان هناك "عام الابتكار" و "عام القراءة" و "عام الخير" و "عام زايد" و قد خصصت الحكومة عام 2019 كعام للتسامح. و كما يعلم الجميع فقد بادرت الامارات قبل عدة اعوام بتعيين وزير دولة للتسامح كمبادرة فريدة على مستوى العالم.
يأتي عام التسامح تأكيدا على نهج دولة الامارات العربية المتحدة و منذ تأسيسها ان تكون جسرا عالميا للتواصل و الانفتاح الحضاري بما تحتويه من تنوع ثقافي و ديني و عرقي و لغوي كبير جدا عز مثيله في مجال قبول الاخر.
و في بداية هذا العام قام قداسة البابا بزيارة تاريخية الى الامارات تمت خلالها نشاطات متعددة مهمة عززت من مفاهيم التسامح و تقبل الاخر وتركت اعمق الاثر في نفوس المواطنين، و المقيمين و الزائرين هناك ، و ابرزت دور الامارات المتميز في زرع التعاون و المحبة و التواصل بين الحضارات.
يكفي الامارات فخرا ان كل من يعيش على ارضها يشعر و كأنه في بلده حيث ينعم بالامن و الرخاء و الاحترام الكامل. و يتخلل عام التسامح ايضا اقرار سياسات و تشريعات تعزز و تفعل قيم التسامح اضافة الى برامج تعليمية و توعوعية عامة تستهدف جميع الفئات و اللغات.
ما اجمل هذه المبادرات الحكومية التي تسلط الضوء على الايجابيات و تصنع لها مظلة شاملة تشجع الجميع على التنافس الايجابي من حيث المساهمة في تفعيل العمل العام و بطريقة ذكية و مبتكرة تجمع الجهود و لا تشتتها.
الاعوام السابقة في الامارات كان لها الاثر الكبير في تطور الممارسات و تعزيز النجاحات. فعام الابتكار مثلا فتح افاق كبرى امام القطاع العام بشكل اساسي لفهم الابتكار و تبنية كقيمة اساسية للتعامل مع التحديات الاساسية و تحويلها الى فرص، و ادت الى تحسينات كبيرة في الخدمات الحكومية سواء كان باستخدام التطبيقات الذكية او باعادة هيكيلة لمفهوم الخدمة و معناها الحقيقي. كل ذلك ادى الى ارتفاع في رضا الناس و في تخفيض التكلفة.
الريادة اصبحت سمة حكومة الامارات و لها ان تفخر بذلك. يمكن للحكومة الاردنية ان تستفيد من هذه التجربة الرائدة، فهل من مقترح؟