نجح الرئيس ترمب في بناء اول نظام رئاسي عائلي في تاريخ اميركا، ويعد كوشنر الذي يحمل صفة مستشار الرئيس هو العنوان الابرز لهذا النظام الذي يسيطر عليه الرئيس بالكامل ويشاركه في ادارته صهره وابنته ايفانكا، فان كان كوشنر يتغطى بصفة مستشار للرئيس فان ايفانكا لا تحمل اية صفة رسمية تذكر ومع ذلك فهي لم تغب عن ابرز المناسبات في عهد ترمب وتحديدا تلك الاكثر اثارة للجدل والاستفزاز الا وهي ازاحة الستارة عن لوحة افتتاح السفارة الاميركية في القدس المحتلة، وقبل ايام كانت ضمن وفد اميركا الى جانب زوجها ووالدها في قمة العشرين بطوكيو، والسؤال لماذا تقبل المنظومة السياسية في اميركا بهذا «التغول» من الرئيس وصهره على الصلاحيات الدستورية للوزراء، وهو امر يحتاج لبحث معمق من اجل الاجابة عليه؟؟
اعترف وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون في جلسة مغلقة أمام مجلس النواب جرت في الشهر الماضي وكشفت مجرياتها مؤخرا عن إحباطه من اسلوب كوشنر في ادارة السياسة الخارجية من البيت الأبيض بدون علمه وبتهميش دور وزارة الخارجية، وخلال الجلسة وصف تيلرسون التعامل مع كوشنر وزوجته إيفانكا ترمب قائلا: هو من بين أحد التحديات التي يواجهها كل شخص في الإدارة، لأن جعل عائلة الرئيس جزءا من الفريق الاستشاري هو وضع غير طبيعي.
واضاف:.. كما لم يكن هناك فهم حقيقي وواضح للمهام والمسؤوليات والسلطات المحددة للأشخاص في الإدارة.
كما اعترف تيلرسون ان كوشنر لم يقم بابلاغه باية زيارة يقوم بها خارج اميركا وكذلك باية اتصالات مع السفارات الاميركية بالخارج.
استحوذ كوشنر ابن الثامنة والثلاثين عاما على اهم الملفات من الخارجية الى الامن القومي بالاضافة للعلاقات الاقتصادية المعقدة مع اوروبا والصين وروسيا، والملفت ان هذا الشاب «الاغر» الذي لا يملك الخبرة المطلوبة «تأبط» اكثر الملفات حساسية وخطورة الا وهو ملف السلام (...) وكان من الواجب ان يتلقى كوشنر بعض الدروس على يدي الثعلب «هنري كيسنجر» الذي تمكن من تحقيق اكبر اختراق في تاريخ الصراع العربي - الاسرائيلي من خلال اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 او التعرف على التجربة الاخطر في صناعة «الحرب» و«السلام» على يدي الرئيس بوش الاب قبل وفاته وعلى يدي وزير خارجيته «الداهية» جيمس بيكر، وهما اللذان صنعا من حرب تحرير الكويت «مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الاوسط».
الراي